بيروت - «الجزيرة»:
كشفت المخرجة ريما الرحباني ابنة السّيدة فيروز، تفاصيل وأسراراً للمرّة الأولى عن الخلاف بين عائلتها وعائلة عمّها الراحل منصور الرحباني، وقالت إنّ هذا الأخير كان وراء شائعة وفاة شقيقتها ليال «أوفردوز»، كما كشفت عن حملة قالت إنّ عمّها شنّها بالاتفاق مع صحافيين على والدتها، مشيرة إلى أنّه لم يزر والدها في المستشفى إلا مرّات قليلة.
ووفق تقرير مطول فإن ريما قرّرت الخروج عن صمت العائلة الذي انتهجته منذ نصف قرن كما قالت، للردّ على التعليقات المسيئة التي تطالها، ولكشف أسرار توضح الحقيقة للرأي العام، عبر منشور جديد على الفايسبوك، استعادت فيه تفاصيل مؤلمة في تاريخ العائلة، متوجّهة إلى أولاد عمّها منصور، وإلى بعض المنابر الإعلاميّة التي دأبت على مهاجمتها وتبنّي آرائهم، دون الاستقصاء عن الحقيقة، التي تعود إلى عقود، يعرف الرأي العام منها أنّ ثمّة خلافات بين أولاد الأخوين رحباني، وأنّ الراحل منصور الرحباني رفع قضيّة ضد فيروز لمنعها من الغناء، قبل أن يتوفى عام 2009 .
وقالت إنّ الخلاف الذي يعتبره البعض عائلي هو بالحقيقة فنّي، وأشارت إلى أنّ البعض يعتبره أحقاداً وصراعاً على تركة، وهي ليست الحقيقة، بل الصّورة التي حاول البعض أن يوحي أنّها الحقيقة.
وكتبت ريما إنّ ما يعتبره البعض ماضياً انتهى ليس كذلك، ولن يمضي. وأشارت إلى أنّه لم ينته بعد ولو انتهى لما كان بهذه الأهمّية بالنّسبة إليها.
وأكّدت ريما أنّ كلّ أفراد بيت عاصي التزموا الصمت ما يقارب الخمسين سنة، منذ مرض عاصي في انفجار بالدماغ عام 72، وقالت ريما إنّه من حينها تسلّم عمّها منصور الإعلام وكل المنابر وبدأ «يحفر على مهلو متل نقط الشتي» حسب تعبير ريما.
واتّهمت ريما عمّها الرّاحل بأنّه كان يدير الإعلام كما يريد، وبالشكل الذي يناسبه، وأنّ هذا الخلاف لم يتحدّث عنه إلا من أسمتهم بمنصور وشركاه، وأنّه نجح بتصدير الفكرة التي يريدها في ظلّ صمتها وأمها وأخوتها.
وقالت ريما إنّ منصور بعدما جهّز الأرضية الإعلامية وغير الإعلامية، اشتغل على إخراج فيروز من منزلها.
وأضافت «في الحقيقة لم يكن إخراجها من منزلها بقدر ما كان محاولة لإخراجها من الحياة الفنية ومَنعها من الصعود على المسرح، لأنّها انتهت فنياً ولم تعد قادرة على تأدية الأدوار، وحصل الانفصال عام 79».
وكشفت ريما أنّ عاصي بدأ من جهته بتحضير فيروز لترحل وتطير وحدها لأنّه كان يعرف إلى أين سيرحل، في إشارة إلى وضعه الصحّي.
وقالت ريما إنّه بدءاً «من حفلة البالاديوم أعطاها أغنّية البوسطة بنفسه، وأمسكها بيدها ودلّها على طريق الخلاص».
وعادت إلى الحملة التي شُنّت على فيروز يومها في كل المجلات والجرائد، وتمّ تصويرها على أنها قليلة الأخلاق وعديمة الوفاء ومنتهية فنياً ، وقالت إن ما كتب «ما بيرضاه إنسان لعدوه فكيف لزوجة أخيه».
واتهمت ريما عمّها بدفع المال للإعلام لتشويه صورة فيروز يومها، وقالت إنّ عمرها كان 13 عاماً وسمعت يومها كيف كانت توزّع الأخبار المدفوعة.
وقالت إنّ والدها عاصي تعب كثيراً، وقبل وفاته عرف بما كان يقوم به شقيقه، وأخبرها بذلك، وأشارت إلى أنّه لم يكن قادراً على الاحتمال، وقبل رحيله عندما اشتدّ عليه المرض، تركه منصور، مع ابنتيه ريما وليال اللتين كانتا تهتمان به، وقالت إنّ فيروز يومها عادت إلى المنزل لتهتم بعاصي، ووصفتها بالوفية.
وأشارت ريما إلى أنّ والدها دخل إلى المستشفى لمدّة ستّة أشهر، زاره خلالها منصور ثلاث مرّات، وقالت إنّ هذا الأخير سرّب للإعلام أن عاصي رحل ولم يكن معه سوى العاملة السريلانكية.
وقالت إنّه من يومها ارتاح وعائلته من عاصي مع أنّ هذا الأخير لم يكن يؤثّر عليهم، وأشارت إلى أنّ عمّها بدأ يطلق الأعمال التي كتبها والدها منفرداً ويوقّعها باسمه.
وتحدّثت ريما عن صفح فيروز وكبرها، بعد أن طلبت منها لجنة مهرجانات بعلبك أن تعود إلى القلعة عام 1998، فقررت أنها لن تعود إلا مع منصور «لأنه عزّ عليها ترجع ع بعلبك بلا رفاق العمر».
وتحدّثت ريما عن محاولة منصور فرض وجهة نظره على المسرحية، وإنه تصرّف بعدائيّة، وأصبح هو الآمر والناهي و»صرنا ضيوف عنده» بحسب ريما، التي اتهمت عمّها بتعطيل ماكينة العرض لإفساد المسرحية.
وقالت ريما إنّ الحياة استمرّت كما الإنذارات والتهديدات بمنع فيروز عن أغانيها والمقالات المفبركة عن فيروز وأولادها، وصولاً إلى دعوى من منصور وأولاده بمنع فيروز من أداء مسرحية «صح النوم»، وسوقها مخفورة لأنها تشوّه الأعمال، إلى توقيف «دي في دي» حفلة دبي، بحسب ريما.
وقالت ريما إنّ هذه الأمور استمرّت إلى أن مات منصور «عفينا عن ما مضى» وقالت إنّها اكتشفت أنّ أولاده يحاولون «عضهم» وهم «يا غافل إلك الله».
وتساءلت ريما: كيف عليها أن تصمت عندما تتم الإساءة إلى أختها ليال وقالت «هذه أختي حبيبة قلبي التي ظُلمت حتّى بموتها وحُسدت عليه».
وسردت تفاصيل للمرّة الأولى عن رحيل أختها، وكتبت «في يوم رحيل ليال وقبل رحيلها بيوم تحديداً، عندما انفجر دماغها مثلما انفجر دماغ عاصي، جاءت القبيلة الرحبانية اصطفوا مرعوبين خوفاً أن يكون المرض بالوراثة، متناسين أن ليال كانت لا تزال غائبة عن الوعي في العناية! بين الحياة والموت، كانوا يسألون الأطباء الذين تجمّعوا حولهم عن وضعهم هم لا عن وضع ليال. كان يوم اثنين، وكنت أحاول أن أكون قوية لأني لا أؤمّن أنّني أستطيع أن أنهار بوجود هذه القبيلة. الثلاثاء صباحاً سمعت خبر وفاة ليال على إذاعة لبنان الحر، كانت لا تزال موجودة في العناية! اتصلت بالإذاعة معميّة من الغضب فأخبروني أن مصدر الخبر هو عمي منصور. اضطررت كالعادة إلى الصمت، وابتلعت وجعي وحيدة، ويوم الأربعاء ماتت ليال».
وتابعت ريما «واكتشفت بعد زمن أنّ عمّي منصور أيضاً هو من كان وراء خبر وفاتها أوفردوز، وسكتت لأننا كبار والكبار يسكتون».
وقالت ريما إنّ السكوت هو الذي دفع بعائلة عمّها إلى تشويه الحقائق، وتزويرها لدرجة أنهم هم أيضاً صدّقوا الكذبة بحسب ريما.
وأشارت إلى أنّها ما كانت لتتكلم لو أن عاصي موجود، لكنّه غاب وغيّبوه بعد رحيله، وقالت إنّ الحمل الذي تحمّله يهدّ الرجال، وإنّها ما كانت تريد أن تحمله وحدها وتُحارب من كل الجهات.
وعن والدتها قالت «فيروز ليست بحاجة لي ولدفاعي... وهي حرة بقرار سكوتها الذي قد لا يدوم، لكنّي مسؤولة عن عاصي بغيابه».
وعن أولاد عمّها قالت «ما عندي شي ضدهم ولا أي شي! أشفق عليهم وأحبهم رغم كل شيء لأننا تربينا سوى وعمّي منصور أحبه أيضاً رغم كل شيء! لكن ماذا نفعل؟ الحقد بقي من طرفهم والحسد والغيرة أعموا قلوبهم فقرروا أن يبقوا شاهرين السيف».