منال الحصيني
كثر اللغط في مجتمعنا حول الاهتمام بالذات وتهميش كل ما هو دونها
عجباً لهذا الأمر!
منذ متى أصبح الابن لا يهتم لأمر والديه وبات الأخ يتشدق بوضع الحدود مع أخيه، وغدت الأخت لا مبالية لشقيقتها.
هل هذه عبقرية الثقافة المجتمعية في تلاشي المقاصد التي يسعى المجتمع إلى إحقاقها متى كان فيها صلاحهم عاجلاً او آجلاً بتقديم العون لمن حوله، وتفاعله المجتمعي مع الوسط المحيط به، وإدخال السرور على الآخرين.
لماذا يغرس المجتمع خنجره في خاصرة المبادئ حتى ازهقها، وعمل بخلافها من شعارات جاذبة لكي تكون ترياقاً للقيم...
مدعين أن حب الذات والاهتمام بها وترك الآخرين في حال سبيلهم، والعيش بهدوء وسكينة بعيداً عن الأقربين، حتى ألبسوها ثياب القداسة.
أي قيم ومبادئ تلك التي تضع خطوطا حمراء للوالدين والأخوة ومن لهم حق علينا.
ألا ليت قومي يعلمون.
إن في اللحمة قوة تنمي وشائج القربى، وتبني العلاقات الروحية والعاطفية، فهي ترسم الأُطر الصغيرة وتدعم بناءها حتى يتم تأكيدها في المسار الحياتي الإنساني بشكل لا يسمح فيه بأي تساهل أو استهتار.
فلنخلق العوامل المانعة لـ»متلازمة حب الذات أولاً».
ولندع الاهتمام بالآخرين اسلوباً حضارياً من اهم الوسائل الحياتية التي تجعلنا قادرين على خلق حالة اجتماعية متوازنة يسودها التلاحم والقوة والسمو في واقع المجتمع.
فصفوة القول.. إن هذه القيم الدخيلة التي انصت إليها ضعاف العقول هي بقع سوداء في ثوب «المبادئ» الأبيض.