بعد انتهاء إجازة العام الدراسي 1396/1395 هـ وبداية العام الدراسي الجديد 1397/1396هـ رجعنا -بحمدالله- من الرياض إلى دولة الإمارات جواً عبر مطار دبي استقبلنا الصديق العزيز الوفي أبو ممدوح في المطار وأخذنا بسيارته إلى منزلنا الذي كان نظيفاً ومرتباً من قبل أخينا الكريم أيضا- وفقه الله- وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة الباكستانية لمباشرة العمل للعام الدراسي الجديد وحين الوصول وجدت المدرسة كأنها خلية نحل وذلك في تسجيل الطلاب ودفع الرسوم سواء ماكان منهم قديماً أو ماكان جديداً يدخل المدرسة لأول مرة بالطبع. تم استقبالي بحمد الله من قبل إدارة المدرسة وزملائي المدرسين والمدرسات وتسابقوا لدعوتي في مطعم المدرسة الأنيق لتناول الشاي الباكستاني وبعض الأطعمة الخفيفة، وكان الحديث بعد الإجازة مع الجميع ذو شجون حيث أصبحت عصفوراً في اللغة E وعُصيْفِيراً باللغة الأردية، ورماني الزملاء والزميلات بوابل من الأسئلة الشخصية والعامة لأسباب كثيرة ولقد تمت الإجابة -بحمد الله- عن جميع الأسئلة ولكم أن تتصوروا -بحمد الله- أن بعضهم يحرص على الحديث معي لأنني قادم من السعودية أرض الحرمين الشريفين، فهذه نعمة كبيرة شرفنا الله بها على غيرنا من الشعوب الأخرى فله الحمد والشكر على ذلك...
الدراسة الحقيقية لم تبدأ بعد إذ إن الإسبوعين الأولين للتسجيل فقط، وهذه من محاسن المدارس الباكستانية التي ذكرتها سابقاً، بدأ العام الدراسي واستلمت جدولي وحصصي مدرساً للغة العربية كماذكرت بمقرر أضعه أنا من الصف الأول متوسط وحتى الثالث الثانوي للطلاب والطالبات والمقرر هذا بسيط جداً يحتوي على احتياجات الطالب والطالبة للحديث باللغة العربية التي هي بسيطة بالنسبة لهم، حيث أغلب كلماتها تستخدم في اللغة الأردية مثال: السلام عليكم/ السلام عليكم،، كيف الحال،، كيا حال،، أين كتابي؟،، ميرا كتاب كدر وهكذا.. استمررت -بحمد الله- في العمل معلماً ومشاركاً في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية، وكونت علاقات ممتازة جدا مع الجميع وقمت بمساعدة المدرسة بقضاء بعض المهام خارجها كمراجعة المرور في قضية حادث من قبل سائقي المدرسة الذين يحضرون الطلاب والطالبات من منازلهم في الصباح ويرجعونهم عند نهاية اليوم الدراسي.. وكذا مراجعة الجوازات لإخراج التأشيرات بطريقة عاجلة حيث معقب المدرسة ربما يمكث يومان أو ثلاثة وقد أصل لمراجعة المحكمة إذا كان هناك سائق محالاً إليها بسبب حادث، وهكذا من المساعدات الأخرى التي جعلتني -بحمد الله- محبوباً من قبل مالك المدرسة وإدارتها ومدرسيها وانعكس ذلك على محبة بلادي وتقديرها وشكرها والدعاء لها. استمررت على هذاالمنوال طوال العام وخلال العام الدراسي زارني بعض الأصدقاء الذين وقفوا على التجربة الحقيقية في تدريس الباكستانيين الذين هم بالطبع من غير الناطقين باللغة العربية، وقد اندهشوا من نجاحي في طريقة تعليمي لطلابي وطالباتي باللغة العربية وكيفية التعامل والانضباط والاحترام.
أثناء التدريس وكذا أثناء التخاطب والتعامل مع زملائي المعلمين والمعلمات زارنا خلال العام الدراسي السفير الباكستاني في الدولة قادماً من أبوظبي ويرافقه القنصل الباكستاني في دبي حيث تمت مقابلتهما من قبلي وكونا علاقات طيبة أدت إلى تبادل الزيارات في منازلنا حيث كانت تلك الزيارات جميعها عائلية.. أنهينا هذا العام الدراسي -بحمد الله- على خير وبالطبع قبل وزارة التربية بشهر كالمعتاد وغادرنا إلى المملكة لقضاء الإجازة عن طريق البركالمعتاد ومررنا بطريقنا على حبيبنا وصديقنا (محمود خليل زاده) الذي سبق الحديث عنه في الحلقة السابقة وتناولنا عنده طعام الغداء مع أخذ قسط من الراحة وودعناه وواصلنا المسير وبتنا كالمعتاد بالدوحة وواصلنا المسير غداً ووصلنا للأحساء بحمد الله حيث تم التوقف وزيارة الخال عبدالعزيز- رحمه الله-
ومن ثم المواصلة إلى الرياض ثم إلى الزلفي وبها قضينا الإجازة مع زيارة مكة المكرمة بحمد الله.. انتهى...
يتبع.....