الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه على نجاح حج هذا العام الاستثنائي وتشريف السعودية العظمى لخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، وهذا بفضل الله ثم بفضل متابعة حكومتنا الرشيدة ورجال الأمن وكل من شارك في موسم حج هذا العام، وما أولته المملكة العربية السعودية من عناية فائقة وأهمية بالغة بضيوف الرحمن، وتوجيهاتها الهادفة والمثمرة واتخاذها مجموعة من الإجراءات التنظيمية والوقائية في موسم حج هذا العام وفق ما تقتضيه الضوابط والمعايير الصحية العالمية، ووضع إجراءات احترازية وأنظمة رصد استباقية مبكرة يتم تطبيقها في الحج ليس فقط في حج هذا العام بل في كل عام عبر تراكم سنوات من الخبرة للمعنيين بالصحة العامة وتقديم الرعاية الصحية المقدمة في الحج وطب الحشود من خلال رصد مبكر ووقائي واستباقي مدروس ومخطط دائم لمجموعة من الأمراض الوبائية وإقرارها بعدد محدود من المقبلين على حج هذا العام، ومن داخل البلاد من المواطنين والمقيمين على أعمار محدودة تتراوح بين (18-65) عاماً مع الأخذ بعين الاعتبار خلوهم من الأمراض المزمنة وأخذ اللقاح ضد هذا الفايروس وتحقيق المستهدف الأساسي، وهو سلامة الحجاج أولاً وأخيراً في موسم استثنائي، ورغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم في ظل جائحة كورونا العصيبة والتحديات التي واجهت الأجهزة الحكومية، ولم يتحقق ذلك بعد توفيق الله عز وجل إلا أن أولت ووجهت وتابعت القيادة الحكيمة وبتعاون مع الجهات العاملة في الحج من القطاع الحكومي والخاص والمرابطين والمرابطات في مواجهة المخاطر والأزمات، وكذلك المتخصصة بهذا الشأن والتي أسهمت وبذلت في توفير الإمكانات اللازمة وتهيئة منظومة رقمية ضخمة من الخدمات الصحية والأمنية والتقنية الحديثة بين تسهيل المناسك وهاجس الخصوصية. سوارٌ ذكي، بطاقات ذكية وتطبيقات صحية، وروبوتات الحج «الرقمي» للتوجيه والأمان وليواكب العصر ويكافح الوباء والتقليل من الكوادر البشرية وضمان سلامة الحجاج وصحتهم، وسلامة أبنائنا وبناتنا العاملين في الحج، وفاعلية التنظيم عبر التقنيات الحديثة من أدوات التحول الرقمي وتقنية الذكاء الاصطناعي، وليس ذلك فحسب وبحمد الله وفضله فقد تابع المسلمون في أنحاء العالم شعيرة حج هذا العام مثمنين ما تبذله المملكة العربية السعودية من جهود جبارة للعناية بالحرمين الشريفين، وكذلك حرص قيادة بلادنا على سلامة الحيج والمقيمين والمواطنين من فايروس كورونا وتوابعه وتحوراته المتسارعة، ونجاح حج هذا العام ليس حدثًا إنما عادة ونهج هذا البلاد المباركة بعد فضل الله ومنته ثم الجهود التي بذلت بالرغم من التحديات العصيبة للجائحة الشديدة الانتشار.
وكل عام وهذا الوطن الغالي وقيادته وشعبه بخير وأمن وأمان ومن نجاح إلى نجاح، وتقبل الله من الحجيج حجهم وأعادهم سالمين غانمين لديارهم بكل يسر وسلام.