علي الصحن
بعد (72) يوماً من الهدوء، تضج ملاعب كرة القدم السعودية اليوم بالحياة، وتدور فيها رحى المنافسة من جديد، وينطلق الدوري في نسخته الـ(46) وتعود الإثارة والندية للمسابقة الأقوى دوري كأس الأمير محمد بن سلمان.
يعود الدوري بعد فترة توقف لم تكن أقل سخونة من حرارة أجواء أيامها، وفيها تسابقت الأندية على حسم الصفقات المحلية والأجنبية، وظلت الإثارة حاضرة على كافة الأصعدة، فالهلال ضرب بقوة بالتعاقد مع النجم البرازيلي بيريرا، وكان قد دعم صفوفه في وقت سابق بموسى ماريقا، في حين تعاقد جاره النصر مع تاليسكا ثم وأبو بكر بجانب مشاريبوف وموري، في حين اختار الاتحاد البرازيلي كورنادو، ونجح الأهلي في إحضار النجم البرازيلي باولينيو في صفقة نوعية تضيف مع الأسماء السابقة المزيد من الإثارة والمتابعة والتشويق للدوري السعودي الذي يحظى بمتابعة واسعة على مستوى العالم العربي والقارة الصفراء.
الأسماء الجديدة في الدوري السعودي تضاف إلى أسماء أخرى وضعت بصمتها خلال المواسم الماضي وفي مقدمتها النجم الفرنسي بافمنتبي قوميز وكاريو وكويلار والسومة ومارتينيز وقروهي وبيتي والداهية بانيقا وحجازي ورومارينهو، وغيرها من الأسماء التي لم تبخل في تقديم مستويات لافتة مميزة، كما أسهمت في صناعة الفارق لفرقها في كثير من المواجهات.
وبانتظار الانطلاقة والأسماء المختلفة ينتظر الشارع الرياضي أن تكون هناك انطلاقة جديدة للحكم السعودي، فهو حجر الزاوية في المنافسة، وله أثر كبير عليها، لاسيما في ظل توقعات بحضوره في كثير من المباريات في ظل ارتفاع كلفة الحكام الأجانب وفق ما أعلنه الاتحاد السعودي لكرة القدم من أرقام في الفترة الماضية، ففي الموسم الماضي لم يكن حضور الحكم السعودي بالشكل المطلوب للأسف ووقع في أخطاء وتباينت قراراته، ولم يستفد من وجود تقنية الـVAR بل إنه أحرج نفسه في أحيان كثيرة عند العودة إليها، وقد تم التطرق لذلك في مقالات فائتة.
ومع الانطلاقة الجديدة ينتظر الرياضيون أن يكون اتحاد الكرة صارماً في تطبيق الأنظمة، وألا يتأخر في تنفيذها مهما كان الطرف الآخر، وأن يكون هناك قرارات انضباطية متناقضة لحالات متشابهة، وأن يؤكد أيضاً على حكامه بضرورة المحافظة على النجوم، وأن يكونوا أكثر شدة ضد اللاعب الخشن العاجز، فالأندية صرفت الملايين، والجماهير تترقب ظهور النجوم وأثرهم الفني، ومن الظلم خسارتهم بسبب لاعب خشن أو لاعب لا يهمه شرف المنافسة، ويريد تحقيق الكسب على أي وجه، ويذكر الجميع كيف فقدت بعض الأندية نجوماً لها محليين أو أجانب بسبب ذلك، ومع ذلك فلت المتسبب بلا عقوبة إدارية ولا انضباطية.
ومع الانطلاقة الجديدة، والناقل الجديد لمنافسات الدوري يترقب الجميع نقلة نوعية في النقل والإخراج والتعليق والبرامج المصاحبة للمباريات، والبرامج الرياضية الأخرى، فقد مل المشاهد من الأسلوب الوصفي التنظيري في تحليل المباريات، والذي يقدم فيه بعض المحللين انطباعات شخصية أكثر من كونها آراء فنية تضيف للمشاهد، وتعطي قيمة فنية حقيقية وتقدم قراءة فاحصة ودقيقة للمباريات سواء كان ذلك قبلها أو بعد نهايتها، كما يريد الشارع الرياضي أن يشاهد برامج حوارية رياضية مميزة تخرج من ربقة البرامج التي يظهر من خلالها مشجعون بمسمى إعلاميين ويدير الحوار فيها هواة، ولا يظهر أنها تحظى بإعداد مسبق، وكل ما فيها مجرد نقاشات وجدل لا يقدم وقد يؤخر، هنا لن يعدم الوسط الرياضي من وجود أسماء إعلامية مميزة يمكن أن تقدم ما يبحث عنه المشاهد بعيداً عن الأسلوب الحالي لبعض البرامج.
بالتوفيق للجميع وموسم ممتع مثير بإذن الله.