حينما أَمسكتُ بقلمي لأَكتُبَ مقالي هذا، واخترتُ عنوانَهُ؛ أَصابتني هيبةٌ وفخرٌ واعتزازٌ عميقٌ؛ لأنَّني سأكتبُ عن جنودِنا البواسِل المحافظينَ على حدودِ بلادِنا الغاليةِ بكلِّ إخلاصٍ وقوةٍ وعزمٍ وحزمٍ بشتَّى الوسائلِ والسُّبل؛ وينعمُ المواطنون والمقيمون بالأمنِ والأمانِ والاستقرارِ والعِزَّةِ والكرامةِ، وسوف يتمُّ كلُّ ذلك بتوفيقٍ من الله تعالى، وبتعاونِ وتكاتُفِ كلِّ مواطنٍ سعوديٍّ مُدركٍ لواجباتهِ نحو دينِه ومَلكِهِ وأُمتهِ ووطنهِ، وراسمًا بذلك لوحةً مُشرِّفةً لبلادِ الحرمينِ الشريفينِ وللإسلامِ والمسلمين، تتناسبُ مع واقعِنا ومستقبلنا المشرقِ -بإذن الله تعالى- لأنَّ الأمنَ والأمان والاستقرارَ له تبِعاتٌ يتحمَّلُها المواطنون جميعُهم، إذا أدركوا أهميةَ التعاون والتكاتف والتعاضُد والالتزام بالمسؤولياتِ من أعماقِ الذات، حُبًّا ووفاءً لبلادِ الخير والعطاء، وطلبًا لِكسبِ الأجر العظيمِ في الآخرةِ. وإنَّني مُؤمنٌ بأنَّ الكلَّ شركاءُ في بناءِ الوطن بفاعليةٍ قوية وإخلاص عميقٍ، وفقَ تطلُّعاتِ ولاةِ الأمرِ -حفظهم الله تعالى- لِلمساهمةِ الفعَّالةِ في تحقيق رؤيةِ المملكة 2030م) مُتمثِّلين قولَ سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله تعالى: هدفي الأول أن تكون بلادُنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافةِ الأصعدةِ، وسأعملُ معكم على تحقيق ذلك.
وكلمة وليِّ عهدِه الأمينِ صاحبِ السمو الملكي الأمير/ محمدِ بنِ سلمانَ -حفظه الله تعالى- عندما قال: «نلتزمُ أمامَكم أن نكون من أفضل دولِ العالم في الأداء الحكومي الفعَّال لِخدمة المواطنين، ومعاً سنكملُ بناءَ بلادنا لتكونَ كما نتمناها جميعاً مزدهرةً قويةً، تقوم على سواعدِ أبنائِها وبناتها، وتستفيدُ من مقدراتِها، دون أن نرتهنَ إلى قيمةِ سلعةٍ أو حراكِ أسواقٍ خارجيةٍ»..
ولا يغيبُ عن أنظارنا أنَّ الأمنَ السعوديَّ من أهمِّ القطاعات التي حازت على تلك الرعاية الكريمةِ المستمرَّة من خادم الحرمينِ الشريفين سلمانَ الحزمِ، وسموِّ وليِّ عهدِه الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمدِ بنِ سلمان -حفظهما اللهُ تعالى- ونجد أنَّ قيادتنا الرشيدةَ تسعى بكلِّ قوةٍ وحزم إلى توفير الخيرِ والرفاهية للمواطن الكريم الذي يبادلُها الحبَّ والولاءَ في صورةٍ جسَّدَت أسمى معاني التِفاف الرَّعيةِ حولَ الراعي، حيث حصل الجيشُ السعودي على المركز الأولِ في العالمين: العربيِّ والإسلاميِّ، والسادسِ عالمياً في تصنيف أقوى الجيوشِ في العالم، وفقاً لتصنيف الموقع العسكري Military Direct.
وجاء كذلك الجيشُ السعودي في المرتبة الأولى من حيثُ أكبرُ نسبةٍ من الجنود النشطين المُتاحين للقتالِ، مع قدراتٍ تصل إلى (95%) من الجنود الجاهزين للقتالِ في أيِّ وقتٍ، وفي أيِّ مكان في العالم، مُتفوقاً على جيوشٍ عالميةٍ عديدةٍ. كما احتلَّ الجيش السعودي المرتبة الخامسة عالمياً من حيثُ الأجور بعدَ كندا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، حيث تُعتبرُ الخدمةُ العسكريةُ مطلبًا أَسَاسِيًّا ووسامًا لكلِّ مواطنٍ من كفاءاتِ الوطنِ القتاليةِ. ورجلُ الأمن السعوديُّ يعملُ بإخلاصٍ وجدٍّ بما يحقِّقُ تطبيقَ أفكار مبتكرةٍ، مع حرصِهِ وسعيهِ الدائمِ في تنظيم وتنفيذِ العمل العسكريِّ وتطويرِهِ في بلادِنا الغالية علينا جميعًا، التي أكرمَها الله الكريم بمكانةٍ عربيةٍ، وإسلاميةٍ، وعالميةٍ عاليةٍ، ولله الحمدُ والمِنَّة.
فرجلُ الأمنِ السعوديُّ يمتازُ بالأصالة في دينهِ وخُلُقِهِ وسلوكهِ وابتسامتهِ، ويتَّصفُ بالإخلاصِ والوفاء وحبِّ الخير للآخرين، فهو يتعاملُ مع الناس باحترام وتهذيبٍ، وإحساسٍ بالمسؤوليةِ؛ تجعلُه قادرًا على الإبداع والابتكارِ والتميُّزِ، والتضحية والصبرِ والسهر في سبيل راحتِنا، ويحرصُ على كلِّ ما سبقَ بكلِّ حُبٍّ لدينهِ، وملكهِ، ووطنهِ المعطاءِ، ولأهلِ الوطنِ أجمعين، وهو مثالٌ للقُدوة الحَسَنة، ودائمًا يقظٌ لرسالتهِ، فهي سرُّ تميُّزِهِ وإبداعاتهِ الموفَّقةِ، ويؤدي واجبَهُ بكلِّ أمانةٍ وإخلاص، فكلُّ واحدٍ منهم يعكسُ صورةً واضحةً مُشرِّفةً عن دينهِ ووطنهِ الغالي، فهو موضعُ حُبٍّ وإعجابٍ، وتقديرٍ وفخرٍ واعتزازٍ لنا، فشكرًا لهم من أَعماقِ قلوبِنا، وهنيئًا لنا برجلِ الأمنِ السُّعوديِّ.
ومن هذا المنطلقِ يتوجَّبُ على جميع أفراد المجتمع من صغيرٍ وكبيرٍ، التعاونُ والتكاملُ والتكاتفُ والتعاضُدُ، وبذلُ قُصارى الجهودِ المُخلِصةِ، والابتعادُ عن الأخطار التي تُحيط بنا، فالكلُّ -كما أَسلفتُ القولَ- شركاءُ في بناءِ هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعًا، وفي الحفاظِ عليهِ.
وهذا اجتهادي حاولتُ فيه تقديمَ بعضِ العباراتِ التي تُناسبُ جنودَنا البواسلَ أَبناءَ هذا الوطنِ الشامخِ، وهم يستحقون أكثَر، فإنْ أصبتُ فمِنَ اللهِ تعالى وحده، وإنْ قصَّرتُ فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله تعالى، وأُسعد بأيِّ توجيهٍ، أو تصويبٍ، أو اقتراحٍ. عشتَ لنا فخرًا وَعَزَاً يا خادمَ الحرمين الشريفين، وسموَّ وليِّ العهدِ الأمين، وحفظَ اللهُ تعالى البلادَ والعبادَ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ من كلِّ سُوءٍ، واجعل المملكة بلدًا آمنًا، وحصنًا للإسلام والمسلمين والمسلمات في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها.
** **
- رئيسُ مجلسِ إدارةِ الجمعيةِ الخيريَّةِ لِصعوباتِ التعلُّمِ.
- عضو المجلس البلدي في الرياض.
- عضو هيئةِ الصحفيين السعوديين.