رمضان جريدي العنزي
العلاقات الاجتماعية الصحيحة لا تبنى على المصلحة والمادة، الذين يبونها على هاتين الركيزتين الواهنتين سيخسرون أنفسهم والآخرين، وستصبح أحلامهم مجرد سراب خادع وعتمة وضبابا، وسيخرجون خارج الدائرة النقية إلى دهليز الظلام، إن علاقة المصالح والمنافع لها أثر سلبي على الفرد والمجتمع، عكس العلاقات الاجتماعية المبنية على الحب والسلام، والصدق والنبل والتسامح، باعتبارها عاطفة راقية، وشعورا ساميا، ترتقي به وتتجمل الحياة الاجتماعية وتتلون بألوان زاهية وجميلة، تجعل للوجود قيمة وتميزا وتفردا، إن من يفهم العلاقات الاجتماعية بشكلها الصحيح يدركها ويعيها ويعيش طوال حياته بطاقة إيجابية صلبة وقوية، ويكون مصدرا زاخرا بالعطاء الإنساني النبيل، إن الصدق في التعامل والعلاقات مثل الجواهر النادرة، والأشياء الثمينة، وأن صداقة المصالح لا تدوم وإن دامت فهي هشة ووقتية وآنية، لكونها بلا مشاعر ولا أحاسيس ولا أسس ثابتة، ما إن تنتهي هذه العلاقة حتى يصيبها الوهن والانكسار والانتهاء، إن علاقة المصلحة زائفة قصيرة العمر، كثيرة الخسائر، وأصحاب هذه العلاقات مثل لعبة البلياردو من ضربة واحدة يتفرقون، عكس أصحاب علاقة العاطفة والحب والصدق مثل لعبة البولينج مهما تفرقوا يجتمعون في النهاية ويتحدون، إن علاقة المصلحة يشوبها دائما الشك والريبة وعدم الثقة وهي مثل الخيط الرفيع أو بيت العنكبوت أو الشعرة.
إن ( المصلحجية ) علاقتهم البينية غير متينة ولا صلبة، وتذوب مع أول هواء ساخن، لكونها علاقة أهواء ومنافع ومصالح، إن أنجح العلاقات الاجتماعية هي العلاقات المبنية على الاحترام والثقة وخفض الجناح والصبر والتغاضي والتسامح، إن مثل هذه العلاقات تصنع مجتمعا سليما عامرا بالسعادة والصحة النفسية، عكس علاقة المصلحة فهي دائماَ متوترة قائمة على الشك والريبة وسوء الظن والاستعلاء وتسبب الشقاء والتعثر، والقلق والاضطراب، وتورث الحقد والغل والانتقام.