سوف تكون عبارة (مغفل أو ساذج أو غبي أو حتى الجهل) هي الدارجة التي أصبحت سلاحاً في تحقيق الكسب أو الربح، تختفي خلف الطمع والجشع الذي يغلفه الغش أحياناً التي تبقي البضاعة ذات مظهر جذاب وخادع ولكن داخلها عيوب كثيرة، وسوف يعلن التاجر وصاحب بضاعة النصر المؤزر في تحقيق الغاية من غير اكتراث، ويشعر في داخله بالزهو والفخر والخيلاء على جهبذة عقله وقدرة تفكيره التي سوف تكون درساً لأبنائه ومعارفه القريبين منه، والتي يلقيها إليهم في كل اجتماع أو مناسبة تدل على (الشطارة التي وصل اليها) وهذه هي التجارة الرابحة (فعليك بالاستغلال في كل صوره) وتذكر كي لا تخسر المعركة ان تبدع في التلون ومسايرة تلك العقول (الجاهلة) فتأخذ بطرحك ورأيك وتخدرها بقول وفعل ينم على أن شخصيتك يملؤها الخير في كل جوانبه، فتذكر بمواعظ وافعال رمزية عند طرح اعلان تجاري للمتسوق أو المستهلك (المسكين) وتردد له قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا) أو تشارك في عمل خيري بسيط تجعل الألسن والاقلام المنتفعة تمجده في كل مكان وزمان.
وأحياناً عندما يخسر هذه المعركة التي كان يفخر بنتائجها المبهرة فإنه يبحث عن البقاء أو عدم الخسارة وخلو اليد من كل شيء فيتصنع دور الضحية ويرمي بنفسه في دائرة الجهل، فيجاهد بكل الطرق والوسائل لحفظ ما تبقى من تجارته، وهذا مع الأسف واقع في مجتمعنا. وإننا هنا لا نعطي صفة التعميم أو انها الصورة السلبية المنطبعة الدائمة في مجتمعنا، بل إن هناك صوراً إيجابية كثيرة عن التجارة لدينا، أصحابها هم على درجة عالية من النزاهة وحب الخير والخوف من الله، والحمد لله انهم كثر أعمالهم الخيرة لا تكون ظاهرة بل هي خفية، والتي لها أثر فعال وواضح في واقع مجتمعنا، والتي أتمنى ان أرى اثرها يصل إلى من جعل الجشع والطمع والاستغلال هدف تجارته.