سلطان بن محمد المالك
الصورة الذهنية التي كانت راسخة في ذهني وتبدو في ذهن كثيرين غيري عن روسيا ومدنها أنها بلد عسكري محاط بالمعدات العسكرية والجنود في كل مكان في أي مدينة روسية، وأنها بلد منطوية على نفسها ولا ترحب بالزوار من الخارج. هذا الانطباع تكون لدي مما نشاهده ونسمعه من الإعلام الخارجي عن روسيا. الأسبوع الماضي زرت موسكو زيارة قصيرة وكانت بالنسبة لي من أجمل الرحلات التي قمت بها بحياتي، فقد تفاجأت كثيراً بما شاهدته في العاصمة الروسية موسكو، فالبلد جميل في مبانيه وشوارعه ونظافته، تشاهد فيها الماضي والتاريخ مع الحاضر بكل جديد. الشعب الروسي مسالم ومرحب جداً بالزوار من الخارج والبلد متقدم جداً في كل الوسائل التقنية في الشوارع وأماكن الخدمات العامة.
وسائل النقل المختلفة الخاصة والعامة متقدمة وحديثة جداً، الحدائق العامة والعناية بها علامة بارزة تميز موسكو عن غيرها من العواصم العالمية، الأسواق راقية وتجمع لأشهر العلامات التجارية الروسية والعالمية والأسعار مناسبة جداً، كما أن وسائل الدفع الإلكترونية متاحة في كل مكان مع إمكانية السحب الآلي من أماكن الصرف المنتشرة في كل مكان. أسلوب الإعلان واللوحات الإعلانية في الشوارع والطرقات لافتة للانتباه وبعيدة تماماً عن التشوه البصري. المقاهي والمطاعم على أرقى المستويات مع خدمات رائعة وأسعار معقولة جداً.
واضح تماماً للزائر لموسكو أن البلد قد سارع الزمن للتحول والتغير ومجاراة العواصم العالمية في كل شيء بل وحتى التفوق عليها بعد انتهاء الاتحاد السوفيتي. وفي تصوري ما ينقص موسكو والبلدان الروسية هو تكثيف الترويج عالمياً للسياحة لديهم وخلق قصص وتجارب ناجحة للزوار والقادمين إليها ونشرها حول العالم. واللغة لن تقف عائقاً لأي سائح فالاستعانة بالمترجمين ممكنة وكذلك الفنادق والمطاعم والأسواق يتحدثون اللغة الإنجليزية.
تجربتي وإن كانت قصيرة إلا أنها بكل تأكيد كانت مميزة في اكتشافي لبلد جديد رائع وشعب سوف أزوره إن شاء الله قريباً في رحلة مطولة مع عائلتي للاستمتاع بالتجول في أكثر من مدينة روسية.