عبدالرحمن التويجري - بريدة:
كشف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، عن أبرز التحديات التي تواجه قطاع النخيل والتمور بالمملكة، التي تستدعي إلى إيجاد الحلول من قبل الجهات المعنية لتجاوزها، كون قطاع التمور والنخيل يمثل ركيزة اقتصادية أساسية ورافداً اقتصادياً وفقاً لرؤية 2030 لتكون المملكة المصدر الأكبر للتمور في العالم.
وأكد سموه أن التحديات التي تواجه قطاع التمور والنخيل تتمثل في غزارة الإنتاج وجودة المنتج، إلا أن هناك حاجة للتسويق أكثر جودة ومهنية، كون التمور تشكل نسبة كبيرة في جميع مناطق المملكة ومن بينها منطقة القصيم التي يوجد بها اكثر من 8 ملايين نخلة متنوعة الأصناف.
وأشار سموه إلى أن من بين التحديّات عدم وجود كيانات استثمارية تستثمر في البنية التحتية لقطاع للتمور، وتدن في ابتكار وصناعة في منتج التمور، وعدم الحصول في الغالب على شهادات ممارسات الزراعة العضوية المتطابق مع المواصفات الصحية، بالإضافة إلى ضعف التسويق وضرورة التوسع بالتسوّق الإلكتروني، وضرورة توسيع الاستثمار بالصناعات التحويلية، وأشار سموّه إلى الحاجة إلى الأيدي العاملة المدربة بقطاع النخيل وضرورة إيجاد برامج تدريبية متخصصة بالتعاون مع الجهات المعنية ذات العلاقة.
وبيّن سموه بأن التمور منتج استراتيجي يفترض أن تقوم الجهات المعنية بتخصيص برامج للعمالة الموسمية لخدمة وخراف النخيل لكي لا يعاني المزارع من بقاء التمور بالنخيل، مؤكداً سموه بأن هذا الأمر أصبح ضرورة لإيجاد برامج تدريبية، داعياً إلى أهمية وضرورة صياغة مهرجانات التمور بما يواكب المهرجانات العالمية، وأشار إلى أن هناك عدم استفادة من تدوير مخلفات النخيل والصناعات التحويلية، وعدم مواكبة القطاع مع توجهات الدولة لخلق فرص وظيفية لأبناء وبنات الوطن، موضحاً بأن هناك قصوراً لممارسات الجمعيات التعاونية الزراعية مضيفاً سموه بأنه لم ير لها أثناء الجائحة جهوداً تذكر لتكون عوناً لأجهزة الدولة، وضرورة إيجاد كيانات تابعة لوزارة البيئة والمياه والزراعة لتكون رافداً لدعم القطاع لمواجهة الآفات الزراعية والتكلفة الإنتاجية.
وقدم سموه مقترحاً بأن تكون مسؤولية الجمعيات التعاونية الزراعية إشرافاً وتنظيماً لوزارة البيئة والمياه والزراعة، مرجعاً ذلك بأنه لا يرى تبعية أو علاقة في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، متمنياً سموه من أصحاب المعالي أن يؤخذ هذا المقترح بالحسبان لكي تقوم وزارة البيئة والمياه والزراعة بدورها بالمراقبة والتحكيم والحوكمة.
وقال سمو أمير القصيم بأن إمارة المنطقة بجهود ذاتية وتعاون كبير معالي وزير الإعلام وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي أقامت ورشة عمل وكانت مهنية واستعرضت هموم المزارعين، وقامت الإمارة بدراسة علمية وصفية ومحكمة للفرص والتحديات ورفعت لمعالي الوزراء، داعياً سموه القطاع الاستثماري ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة والجهات الخاصة للمساهمة بالاستثمار بهذا المنتج، واصفا النخلة بأنها جزء من الإرث الزراعي وتمثل الشموخ والعطاء.
وتطرق سموه إلى الجهود المبذولة لمكافحة سوسة النخيل التي تعاني بالمنطقة، حيث قطع شوطاً كبيراً لمكافحتها والحد منها، مشيداً بجهود الجهات الحكومية والخاصة الداعمة والمساهمة لبرامج مكافحة سوسة النخيل للقضاء عليها.
وأوضح سموه بأنه منذ عشرات السنين جعلت هذه البلاد المباركة من النخلة شعاراً رسمياً لها، عندما وضعت النخلة عنوان للرخاء والأمن الغذائي، والسيفين عنوان للعدل، مبيناً بأن المؤتمر الدولي للنخيل والتمور يمثل نقلة نوعية لمنتج هذه النخلة المباركة مطالباً سموه بترجمة جميع توصياته على أرض الواقع.
جاء ذلك، بعد أن رعى سمو أمير منطقة القصيم بحضور معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي، أمس الأول انطلاقة المؤتمر الدولي للتمور بمركز النخلة بمدينة بريدة، الذي ينظمه المؤتمر المركز الوطني للنخيل والتمور بمركز النخلة بمدينة بريدة.
ويتناول المؤتمر الجانب الاقتصادي بمشاركة رواد الأعمال المحليين والشركات الناشئة ومجال الاستثمار الدولي والتصدير إضافة للجانب الثقافي وعروض علمية كما يستعرض المؤتمر في جانبه الغذائي منتجات التمور والأبحاث الخاصة بها وابتكار المنتجات الجديدة إضافة لتجارب التذوق بمشاركة 40 منتجاً مصنعاً من التمور بالمملكة العربية السعودية ومناقشة كيفية تعزيز فرص تطوير قطاع النخيل والتمور.
ونوّه معالي المهندس منصور المشيطي، بدعم القيادة الرشيدة للقطاع الزراعي بالمملكة، مثمناً لسمو أمير منطقة القصيم اهتمامه بتطوير منتج التمور، مؤكداً أن سموه وضع خارطة طريق، تسهم في تحقيق المستهدفات بالتناغم مع الشركاء في الوزارات والقطاعات الأخرى لتحقيق رؤية المملكة 2030.
وأشار المشيطي إلى أن المملكة يوجد بها نحو 30 مليون نخلة 25، تشكل ما نسبته 25 في المائة من نخيل العالم، لافتاً إلى أن بلغ صادرات إنتاج التمور للعام الماضي 900 مليون ريال.
من جانبه بيّن الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للنخيل والتمور محمد النويران، بأن المركز يسعى من خلال برامجه ومبادراته إلى أن يكون مركزاً أساسياً لتطوير واستدامة قطاع النخيل والتمور السعودية لتكون تمور المملكة الخيار الأول عالمياً، من خلال خلق منظومة متكاملة من الخدمات الزراعية والتسويقية والمعرفية وتبني التقنيات الحديثة لتحقيق الكفاءة الإنتاجية وزيادة معدل استهلاك التمور السعودية محلياً وعالمياً.
كما أعربت القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي صبا زراع عن شكرها لسمو أمير القصيم على دعمه لمثل هذه المؤتمرات والمهرجانات الاقتصادية التي ترتبط بثقافة الغذاء بالمملكة، التي أصبحت رائدة في إنتاج التمور كأحد الثقافات التي تمثل المطبخ السعودي.
وتخلل إطلاق المؤتمر تدشن جائزة المركز الوطني للنخيل والتمور للتقنيات الحديثة، كما دشن سموه منصة سوق المزارعين الإلكترونية والتي تقدم خدمة بيع الجملة بين المزارعين والمصانع، وخدمات المزايدة الإلكترونية.
حضر انطلاق المؤتمر وكيل إمارة منطقة القصيم الدكتور عبدالرحمن الوزان والمشرف على القطاع الشمالي بوزارة البيئة والمياه والزراعة المهندس سلمان الصوينع وعدد من مسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة.