إبراهيم بن سعد الماجد
شهد طريق الجنوب بالقرب من محافظة الأفلاج، حادِثاً مرورياً مروِّعاً، نتج عنه عدد من الوفيات والإصابات، وأظهرت مقاطع مصوَّرة نشرها مغرِّدون على مواقع التواصل الاجتماعي، تصادم عدد من الشاحنات والسيارات الصغيرة، وانسكاب حمولة شاحنة وقود في عرض الطريق، نتيجة عاصفة ترابية عاتية، أدت إلى شبه انعدام للرؤية، لمسافة تجاوزت 100 كيلو.
وأوضح أمن الطرق أن الحادث مكون من 22 مركبة إثر موجة غبارية مفاجئة بالقرب من العجيلية، ونتج عن ذلك وفاة شخصين وإصابة آخرين، وجرى استكمال إجراءات الحادث، وإحالته للجهة المختصة.
الخبر المؤلم هذا يثير تساؤلات حول وجود تنبيهات من الأرصاد من عدمه، لسالكي الطريق، كما يثير سؤالاً آخر وهو: هل للأرصاد تعاون مباشر عند رصدهم لمثل هذه الظاهرة مع أمن الطرق أم لا؟
المؤسف هو شبه غياب لدوريات أمن الطريق خلال هذه العاصفة! وإلا كان من المفترض إيقاف السير، خاصة للشاحنات،وسيارات النقل، حتى تتضح الرؤية.
الأرصاد وحسب مهتمين لم تنبه لقوة هذه العاصفة غير المسبوقة!وكذلك طول مسافتها ووقتها.
وحتى لا يُقال بأن ما أكتبه قائم على معلومة (يقولون) أؤكد بأنني شاهد عيان، حيث كنت يوم الأحد، خلال هذه العاصفة ضمن سالكي هذا الطريق، وأسفت كما أسف كل من التقيتهم، على عدم دقة معلومات الأرصاد، وهذا الغياب شبه التام لدوريات أمن الطرق، حيث لم يظهروا إلا بعد وقوع الحادث المؤلم!
وحتى لا نهضم حق أي عامل مجتهد، فإننا نؤكِّد على أن لأمن الطرق حضوراً مشرِّفاً دومًا على كافة طرقات بلادنا، لكن - وكما يُقال- لكل جواد كبوة، وكانت كبوة هذا الجود في هذا اليوم مؤلمة للأسف.
الحوادث والوقائع إذا لم نستفد منها في حياتنا، تبقى ألماً غائرًا في قلوبنا، لكن إذا أخذنا منها الدروس، فإنها على ألمها تضيء لنا طريقنا في قادم الأيام، لذا فإنني أتمنى أن يكون هذا الحادث المؤلم درساً للأرصاد وأمن الطرق في أهمية التعاون المباشر من خلال فريق عمل لا من خلال تمرير المعلومات دون متابعتها.
رسالتي لقيادة أمن الطرق: عليكم قراءة هذا الحادث قراءة استفادة، لمعرفة مكامن الخطأ، قبل وقوع الحادث وبعده، مثل إقفال الطريق نهائياً! مما نتج عنه تكدس مئات الناقلات والسيارات لساعات، وبعدها انطلاقها في وقت متقارب! مما سبب حركة كبيرة على الطريق! ألم يكن من الممكن تحويل الطريق؟
أختم مقالتي هذه بالتأكيد على أنها ليست تقليلاً من الجهود التي تبذل من قبل القطاعين، ولكننا مرآة لقطاعاتنا كافة، ولا خير فينا إن لم نكن عونًا لهم في تصحيح ما نرى أنه خطأ.