د.عبدالعزيز الجار الله
أتاحت أزمة كورونا كوفيد -19 فرصة ثمينة ونادرة للعالم وللمملكة تشترك بها جميع شعوب الأرض لمراجعة معظم قضايانا وشؤون حياتنا من:
الاقتصاد والحياة الاجتماعية والتعليم والصحة وحتى الصفاء الذهني والمراجعات النفسية وإلى تفاصيلنا الصغيرة التي كانت مختلفة ما قبل كورونا.
ومن يتابع حركة المجتمع هذا الأسبوع أثناء عودة الدراسة وعودة الطلاب إلى المدارس سيعرف أن كورونا لها دور إيجابي يولد من رماد الأحزان وبخاصة من وقع في شباك إصابات كورونا وعاش أزمة العزلة والحجر الصحي في المنزل أو المستشفى، فالأزمات ليست جميعها سلبية وكارثية، بل في بعض نتائجها معالجات وحلول يستفيد منها المجتمع.
لذا منحتنا أزمة كورونا فرصة مراجعة عدد من الأنظمة ومنها النظام التعليمي الذي يؤثِّر مساره على المجتمعات: فهل نستمر بالنمط التعليمي السابق الحضوري في: التعليم العام، والتعليم الجامعي والفني والتقني. أو تحدث تحولات تجعلنا نقدّم تعليماً يمزج بين التعليم النظامي والتعليم الإلكتروني وعن بعد. لكن قبل ذلك لا بد من تقييم تجربة تعليم كورونا، حتى تكون الصورة واضحة للجميع للبدء في الكلفة المالية من بناء المدارس والهيئة التعليمية وحتى رواتب العاملين، فمن الضروري أن يتم تقييم المرحلة ونحن في أزمة كورونا، قبل أن تغيب التفاصيل وتختفي الحالات، ومن أبرزها:
- أرقام الحسابات المالية والميزانيات، وحصر كل التفاصيل، عبر تشكيل فريق عمل يرصد ويوثِّق جميع فترة كورونا.
- القيام بمسح ميداني شامل على التعليم العام والجامعات لمعرفة التباين والفوارق بين الإجرائين التعليم النمطي والتعليم الإلكتروني من الناحية الأكاديمية والإدارية والتربوية.
أما إذا تأخرنا وأجرينا الدراسة بعد زوال كورونا فإننا سنفقد الكثير من التفاصيل والمشاهدات مما لا يجعلنا أمام حالة كاملة، بل أمام حالة ناقصة في تفاصيلها.