محمد الباز
حينما افتتحت شركتي الأولى «الأوائل للبرمجيات» خلال تسعينيات القرن الماضي ركزت على مجال الحواسيب الآلية «الكمبيوتر»، والتي كانت واحدة من بين المبتكرات الثورية المتوقع لها النمو والنجاح في مصر خلال تلك الفترة، وحينما جاءتني فكرة تكوين أكاديمية «إعمل بيزنس»، كنت أسعى لأن تكون المؤسسة الأولى والأكبر من نوعها التي تقوم بتعليم ونقل خبرات «البيزنس» إلى رواد الأعمال باللغة العربية.
كرائد أعمال يبحث دائمًا عن الفرصة المثالية لتكوين مشروعات ناجحة، لم تتوقف إجابة سؤال «متى أؤسس مشروعًا ناجحًا» لدي فقط على التوقيت، ولكنها كانت دائمًا ما تتوسع لتشمل «متى تمتلك فكرة مشروعي الإمكانات للوصول إلى ذلك النجاح من الأساس» ومدى قدرتها على إحداث التأثير المطلوب.
فليس معنى امتلاكك للتمويل والخبرة أنك أصبحت مؤهلًا لافتتاح مشروع ناجح، ولكن يجب أن تمتلك فكرتك المؤهلات لذلك، ومن هنا ابحث دائمًا عن أن يتوفر بها إمكانات النجاح، مثل:
1- أن تكون فكرتك ثورية: مثل ظهور الهاتف المحمول للمرة الأولى، أو ابتكار «فيس بوك» وشبكات التواصل الاجتماعي، يجب أن تكون فكرتك ثورية وقادرة على تقديم تلبية فورية لرغبات الجمهور المستهدف أو خلق رغبات جديدة.
2- أن تكون تطويرا لنشاط قائم بالفعل: فأنت هنا تستهدف شريحة أخرى من العملاء بعد نجاحك مع الشريحة الأولى، مثل تطوير فكرة متجر لبيع الملابس الرياضية فقط إلى متجر لبيع كافة أنواع الملابس «حل وجدت حاجة لهذا التطوير».
3- أن تحل ضعف التغطية: قد يكون في السوق الذي تنافس فيه عملاق ويعاني من ضعف التغطية، وهنا يتمثل نجاحك في حل تلك المشكلة مثلما فعل إيهاب المغربل وشريكه محمد بن حليم.
في عام 2018، قرر «بلال المغربل» ترك وظيفته كمدير لقسم البرمجيات بشركة «كريم» العالمية للنقل لتأسيس «MaxAB» أو «مكسب»، والذي كان الهدف الأساسي منه حل المشكلات العديدة التي يعاني منها سوق البيع بالتجزئة في مصر بسبب غياب التغطية المناسبة.
من هنا، وجد «المغربل» أنه يجب على فكرته أن تكون ثورية وجديدة وتقدم الخدمة التي تساهم في حل ذلك الضعف في التغطية، فقام وشريكه بمنح مشروعه (الإمكانيات) لذلك، عبر:
• توفير قناة اتصال مباشر بين تاجر التجزئة والمصنع، وهو الأمر الذي يؤدي لحصول تاجر التجزئة على المنتج بسعره الحقيقي، دون المرور بـ»سلسلة إمداد» طويلة.
• السرعة: عبر توفير مخزن خاص تتواجد فيه البضائع المختلفة التي قد يحتاج إليها العملاء بشكل عاجل، بالإضافة إلى توفير عدد كبير من عربات النقل للمساعدة على توصيل هذه المنتجات بشكل سريع.
• تحليل بيانات المستهلكين: من أجل التعرف على نوعية المنتجات المطلوبة وكمية الطلب والطبيعة الاستهلاكية للعملاء، وحتى لا يتعرض «MaxAB» لأي خسارة في المخزون.
• هامش ضعيف للربح: بغرض جذب أكبر قدر ممكن للعملاء للتعامل معهم، حيث يدرك «المغربل» أنه وحتى تحقق فكرته الثورية النجاح المطلوب، فإنه يجب أن تنتشر بشكل سريع دون التركيز على تحقيق أرباح كبيرة «على الأقل في البداية».
«MaxAB» حصلت على تمويل قيمته 6.2 مليون دولار، لتكون أعلى الصفقات الاستثمارية لشركات ناشئة في الشرق الأوسط خلال الربع الثالث من 2019.
ما فعله المؤسس «المغربل» وشريكه «محمد بن حليم» هو إيجادهما لنقطة ضعف في السوق الذي يسعيان للمنافسة فيه «ضعف التغطية» واستغلالها بالشكل الأمثل، عبر إيجاد الحلول التي تضمن إيجاد حلول للمشكلات، ومن هنا أصبحت فكرتهما تتمتع بـ«إمكانيات النجاح».