عبدالله العمري
الصراع الكبير الذي حصل بين ناديي الاتحاد والنصر على كسب خدمات لاعب الوحدة البرازيلي انسيلمو فتح الباب على مصراعيه لوكيل أعماله في المزايدة المالية على أمل الحصول على أكبر عرض ممكن من أحد الناديين مما أجبر الإدارة الاتحادية على الانسحاب من المفاوضات بصفة رسمية بحسب تصريحات نائب رئيسه أحمد كعكي عبر حسابه الشخصي بمنصة التويتر، وذلك من أجل قطع الطريق على جشع وطمع اللاعب ووكيل أعماله.
وهو تصرف بلا شك يحسب للإدارة الاتحادية التي اتخذت هذه الخطوة الصحيحة والسليمة، لأن المتضرر مما يحدث هما ناديا الاتحاد والنصر فقط، والمستفيد الأكبر هو انسيلمو ووكيل أعماله وبقية فريق عمله والمقربون منه.
وأكاد أجزم أن هذه الحادثة ليست هي الأولى التي تحدث لأنديتنا، لكن المختلف أن قضية انسيلمو والصراع الاتحادي النصراوي ظهر للعلن، بعكس المفاوضات الأخرى التي تتم داخل الغرف المظلمة بعيداً عن أعين الإعلام والجماهير وما يحدث فيها من مزايدات مبالغ فيها جداً، والدليل على ذلك هي الأرقام الفلكية التي نسمعها بين الحين والآخر عند إتمام أي صفقة تعاقد أجنبية تبرمها أنديتنا.
الدعم المادي الكبير جداً والتاريخي وغير المسبوق الذي تقدمه قيادتنا الرشيدة للأندية السعودية في السنوات الأخيرة، بكل تأكيد أسهم برفع القيمة السوقية لدورينا وأصبح هدفًا ومطمعًا لكثير من اللاعبين الأجانب بسبب العائد المادي الكبير الذي سيحصلون عليه عند قدومهم للدوري السعودي واللعب فيه.
وما حدث من وكيل أعمال اللاعب البرازيلي انسيلمو من محاولته ضرب ناديي الاتحاد والنصر مع بعضهما لرفع العرض المادي للاعبه هو بمنزلة رسالة للاتحاد السعودي لكرة القدم بضرورة فرض رقابة مالية أكثر شدة على كل العقود التي تبرمها أنديتنا مع بعض اللاعبين الأجانب لكي لا تقع الأندية السعودية ضحية لجشع بعض وكلاء اللاعبين من خلال إبرام عقود مالية مبالغ فيها جداً وغير منطقية، والمتضرر الأكبر منها بلاشك هي الكرة السعودية وأنديتها.
فعندما يشعر مسؤولو الأندية أن هناك رقابة كبيرة عليهم من قبل اتحاد الكرة وأن هناك لوائح وأنظمة شديدة الصرامة ستطبق على العقود الضخمة سيلجؤون حينها إلى تقديم عروض مالية منطقية وبعيدة جداً عن المبالغة غير المقبولة.
سوق تعاقدات اللاعبين سواء المحليين والأجانب غامض جداً وفيه هدر مالي كبير وإرهاق لخزائن الأندية بشكل واضح مما جعل الكثير من الأندية تبرم صفقات مبالغ فيها من الناحية المادية، ولا تكاد تمر الفترة الشتوية إلا ويلغى عقد اللاعب ويتعاقد مع بديل له مما يكبد خزائن الأندية الكثير من الخسائر المالية.
ومن هذا المنطلق اتحاد كرة القدم مطالب بفتح هذا الملف المهم ومراجعة الكثير من العقود، عندها ستجد الكثير من المصائب وستجد أيضاً أن هناك رؤوساء بعض الأندية يتعاملون منذ سنوات مع وكلاء لاعبين محددين..؟؟ ولا يمكن أن تخرج تعاقداتهم مع وكلاء غيرهم لأسباب مجهولة والمصيبة أن هؤلاء الوكلاء هم من ورطهم بلاعبين معطوبين ودون المستوى لكن لحاجة في نفس يعقوب يرجع ويتعاقد مع لاعبين جدد وعن طريق هذا الوكيل نفسه رغم عدم نجاحه في جلب لاعبين مميزين للنادي من خلال التعاقدات السابقة التي تمت عن طريقه.