1- سيرته الذاتية:
الأستاذ الدكتور عامر بن المختار الحلواني، أستاذ الأدب والمناهج النقدية الحديثة بكلية الآداب في جامعة صفاقس متخصص في الأدب واللسانيات، وهو من التخصصات النادرة التي تسمح للباحث أن ينفتح على المناهج النقدية الحديثة التي تستوجب تكوينا خاصا في اللسانيات فضلا عن الأدب. له نتاج علمي غزير من الأبحاث والمؤلفات وترجمة الكتب،من أهمها (أساليب الهجاء في شعر ابن الرومي - جمالية الموت في مراثي الشعراء المخضرمين - في القراءة السيميائية- شعرية المعلقة - المنوال المنهاجي والرهان العرفاني - التحليل السيميائي والمشروع التأويلي - على عتباتها تبنى النصوص - الشعر العربي القديم ورهانات النقد الحديث). وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، تحول بعضها إلى كتب منشورة منها (السخرية في الرواية السعودية مقاربة سردية حجاجية ) و(أخلاق الوزيرين لأبي حيان التوحيدي مقاربة تداولية حجاجية) و(استعارة العقل في لزوميات أبي العلاء المعري) و(الحوار في الشعر المهجري الشمالي مقاربة تداولية) و(التناص في ديوان حسان بن ثابت الأنصاري)، وناقش العديد من الرسائل في جامعة الملك فيصل وفي الجامعات السعودية الأخرى، وشارك في المؤتمرات والندوات وورش العمل في المؤسسات العلمية والأندية الأدبية والثقافية في الأحساء وخارجها ومن أهمها مهرجان الجنادرية31، مثل بلده تونس والأستاذ التونسي الصادق الأمين العالم السفير لبلده ولجامعته تمثيلا جديرا يليق بتونس أرضا وإنسانا.
2- مشروعه العلمي -أسسه - ومبررات اختياره:
لما آنس الدكتور عامر الحلواني في أغلب الطلبة رغبتهم في التعلم، واستعدادهم للعمل الجاد والنهل من المعرفة الجديدة، شرع في إرساء مشروعه العلمي الذي من أجله قدم إلى جامعة الملك فيصل، وهو توظيف المناهج الحديثة في إعادة قراءة الأدب العربي قديمه وحديثه لتجديد المعرفة به ولإنتاج معرفة جديدة بهذا الأدب، وإن العقل يحتاج دوما إلى وسائط، هي المناهج النقدية الحديثة، يتم التحقق العلمي من سلامتها ليوظفها في عملية القراءة، وهو مشروع ينبذ ثقافة الاستسلام للأفكار الجاهزة والآراء الثابتة.
3- طرائق إقناع طلبته بنجاعة هذا المشروع العلمي وكيفية تعامله معهم:
استطاع إقناع الطلبة بأن هذه المناهج الغربية الحديثة تُبنى بالتراكم المعرفي، وأقنعهم كذلك بأن هذا الجهد الذي يبذله كل أكاديمي يواكب أحدث ما استجد في مجال تخصصه، مستفيدا من علم رواد المناهج الحديثة ومن أعمالهم، مقدما لهم الإضافات في مشروعه العلمي، وهو مشروع يطور الفكر وينميه، ونقل لهم خبراته وما أنجزه حول هذا المشروع لتبسيط مفرداته وأن البحث في المناهج الحديثة سيبقى مجالا مفتوحا على مشاريع علمية جديدة، وشجعهم في اختيار عناوين بحوثهم التي أشرف عليها حول المناهج النقدية الحديثة حتى الانتهاء من إعداد الخطة العلمية، وتبنى طلبته مشروعه العلمي باعتباره أنموذجا تتنافس الجامعات الأخرى في المملكة على احتذائه وتكونت مدرسة داخل قسم اللغة العربية بالكلية، تعامل مع طلبته بالحب والاحترام والتقدير، بل كان ينظر للجميع بمنظار واحد.
4- كيف استقبل طلبته قرار استقالته؟ وكيف كانت مشاعرهم إثر عودته إلى تونس؟
لما علم الطلبة والمجتمع الأحسائي بعزمه على الرحيل، وحزمه للحقائب تناثرت الكلمات حزنا وحبا ووفاء وبأصدق الدعاء لأستاذهم، وفضله عليهم وأيامهم الجميلة التي قضوها معه في كنف محاضراته وبأنه الملهم الذي لا تخفى بصمته في الأبحاث والأطاريح النقدية وفق المناهج الحديثة، في فأجواء سيميائية وتداولية وحجاجية وعرفانية وتأويلية وكانت علامتها فارقة في مسيرتهم التعليمية، حاملين القيم التي غرسها فيهم وإبراز مشروعه العلمي للأجيال جيلا يتلو جيلا.
5- أثر التكريمات التي حظي بها داخل المملكة وخارجها في نفسه:
أثمن تكريم حصل عليه هو تشرفه بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، في مناسبة ثقافية علمية في إطار مهرجان الجنادرية31، واحتضن نادي الأحساء الأدبي الثقافي حفلا توديعيا نظمه طلاب الدراسات العليا، لقي صدى إعلاميا على مستوى الوطن العربي، ثم نظم نادي الأحساء الأدبي ندوة علمية عن مشروعه العلمي بعنوان:(أي دور لتوظيف المناهج النقدية الحديثة في البحوث الأكاديمية؟ وتحدث فيها عدد من الطالبات، واستمرت تكريمات الطلاب والطالبات أشهرا سواء فردية أو جماعية، ثم قامت عمادة الكلية بتكريمه، وبادر المجتمع الأحسائي بتكريمه نظير عشقه لمدينة الأحساء كما توج تكريمه باستضافته في قناة الإخبارية للحديث عن تجربته في المملكة، ولما غادر المملكة قامت الملحقية الثقافية في سفارة المملكة العربية السعودية في تونس بتكريمه نظرا لجهوده العلمية طيلة عمله في جامعة الملك فيصل وهو تكريم يتجاوزه ليشمل المدرسة التونسية التعريفية.
وختامًا: ستظل بصمة الأستاذ الدكتور عامر الحلواني راسخة في عقول طلبته ووجدانهم. وسيظل منارة يستهدون بمشروعه العلمي كلما استغلقت عليهم أبواب المعرفة واستشكلت قضاياها، فما زرعه فيهم من طرائق تفكير وآليات تحليل وتأويل لا تمحوه السنون ولا يزعزعه المشككون.
** **
- د. صغير بن علي العجمي