أ.د.عثمان بن صالح العامر
ليس لدي مسح شامل وكامل لسير الدراسة في مدارس التعليم العام وكليات التعليم الجامعي والتقني خلال هذا الأسبوع، ولا أملك الأرقام والدراسات، ولكنني من خلال محيطي القريب، واطلاعي على بعض ما نُشر وكُتب وغُرِّد به عبر وسائل الإعلام القديم منها والجديد خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، أعتقد جازماً أن (التعليم عن بعد) هو الخيار الأفضل لهذا الفصل على الأقل، خصوصًا المواد النظرية التي تعتمد على إعطاء المعلومة دون إكساب مهارات معرفية، سواء أكانت هذه المهارات صحية أو هندسية أو تقنية، وهو ما سبق وأن طرحته في هذه الزواية من قبل، ولعل من بين الأسباب الرئيسة التي تدعم وتبرر لهذا الخيار:
- عدم جاهزية بعض المدارس في مناطقنا التعليمية المختلفة لاستقبال الطلاب بشكل صحيح، وربما كشفت المقاطع والصور التي سرَّبها الطلاب طرفاً من الوضع القائم الذي ينم عن حال لا يحسن أن نراها في مؤسساتنا التعليمية والتربوية.
- صعوبة بقاء الطالب والطالبة طوال اليوم التعليمي بلا ذهاب لدورة المياه -أعزكم الله.
- عدم ضمان التزام جميع من هم في الميدان التعليمي بالإجراءات الاحترازية طوال اليوم الدراسي، خاصة الكمام.
جعل المدرسة رهينة احتمال التحول للتعليم عن بعد متى ما وُجد فيها حالات إصابة بالفيروس، وهذا ما حدث في إحدى المدارس في أول يوم دارسي، كما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي.
- عدم فاعلية التعليم المدمج القائم على الحضور المتبادل (توزيع الطلاب على أيام الأسبوع)، وصعوبة تطبيقه في بعض المواد الدراسية بشكل صحيح.
- وجود شريحة عريضة من الأكاديميين والمعلمين والطلاب والطالبات لم تأخذ اللقاح للمرة الثانية وربما الأولى، مما ترتب عليه التوافد والتدافع على المراكز الصحية لتلقي اللقاح في وقت محدد وقصير، وهذا الأمر قد يترتب عليه ضياع فرصة الاستفادة العلمية جراء عدم تمكينهم من الحضور للقاعة الدراسية في هذه الأيام.
- عدم تمكن بعض أعضاء هيئة التدريس في جامعاتنا السعودية غير السعوديين من الحضور حتى هذه اللحظة لعدم أخذهم جرعتين قبل سفرهم لبلادهم مما يعيق العملية التعليمية في الجامعات على وجه الخصوص، ولو كان التعليم عن بعد فيمكنهم إعطاء محاضراتهم في الأسابيع الأولى على الأقل من مقارهم الحالية حتى معالجة الأمر.
- ممانعة بعض الأسر من إرسال فلذات أكبادهم إلى المدارس خوفاً عليهم من الإصابة بفيروس كورونا ومن ثم انتقال العدوى لغيرهم داخل محيط العائلة خاصة إذا كان فيها كبير أو مريض مرضاً مزمناً.
- جاهزية منصاتنا التعليمية وقاعاتنا الافتراضية للتعليم عن بعد بشكل متميز شهد لنا به الكل. وهذا محل فخر واعتزاز لمقام وزارتنا الموقرة التي بذلت وما زالت تبذل جهداً فائقاً لتوظيف التقنية المتقدمة في العملية التعليمية بشكل احترافي رائع ومتميز.
- وجود أكاديميين ومعلمين وطلاب وطالبات لديهم ظروف صحية تحول دون أخذهم اللقاح في الوقت الراهن.
هذا مجرد اقتراح أعرضه على أنظار متخذِ القرار، الذي قد يرى ما لا نراه، وبين يديه من المعطيات والمبررات ما لا نعرفه. حفظ الله الجميع ووقانا شر الأمراض والأسقام، وأدام علينا نعمه الظاهرة والباطنة.. وإلى لقاء والسلام.