- الصراع بين العمل المسرحي والناقد المسرحي صراع كان وما زال ولن يتوقف، لأنه صراع يظل وقودًا للإبداع والتقويم المستمر للمخرجات المسرحية وللعين المتلقية، فوجهة نظر المشتغلين بالمسرح والنقاد المسرحيين ليس بالضرورة أن تتطابق، نظراً لاختلاف الفكر والرغبات، والنقد البناء هو الذي يخدم العمل ولا يهدمه، ومن الأهمية بمكان أن يضع الناقد إصبعه على الحلقة الضعف في العمل المسرحي لتقويته دون أن ينسف العمل بأكمله، والنقد أو الناقد المسرحي لمسرحنا السعودي حكاية ممتدة من البدايات إلى وقتنا الحاضر، فإن ظهر المسرح يظهر معه النقد، وإن غاب المسرح غاب معه النقد والناقد، وأنا هنا أتحدث عن المسرح الاجتماعي الجماهيري الذي يرتاده الجمهور عن طريق شباك التذاكر ليرى نجوم الدراما وهم يتحركون على خشبة المسرح، هذا النوع من المسرح ما زال غائباً منذ ربع قرن وأكثر، غياب أتاح لبعض أنواع المسرح الأخرى مثل التجريبي الظهور على الخشبة، يقدمه هواة افتقدوا لمهنية العمل المسرحي ولأنهم لم يتأسسوا علمياً، فكل ما كانوا يفعلونه هو التجريب المسرحي بالمحاولة والخطأ، هذا النوع من المسرح حسب معرفتي بدأ في الغرب من حوالي 100 عام تقريباً، وبدأ تناوله هنا قبل ربع قرن على استحياء ثم بجرأة وزيادة، وصار مشاركاً في مهرجانات خارجية رسمية وغير رسمية، حاول المشتغلون بالتجريبي الخروج من عباءة المسرح الاجتماعي وذلك بطرح عمل إبداعي كما يرونه، لكن للأسف لم يصل الجمهور إلى فهم ما يتناوله وما يحدث في هذا النوع من المسرح، فخرج الناس من عروضه بعد أن أداروا ظهورهم له وهجروا المسرح كلياً إلى غير رجعة! وعندما وجه الناقد المسرحي نقده لهم، رد عليه بعض المنتمين للمسرح التجريبي بتوجيه سهام الغضب متهمين الناقد أنه حاقد عديم الفهم لديه كراهية للإبداع! وعلى أية حال فقد تغير الحال وسوف يشهد الآتي من الأيام عودة المسرح الاجتماعي الجماهيري بعد أن افصحت إستراتيجية هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة برامجها قائلةً: إننا نشهد اليوم رؤية وطنية شاملة مختلفة، تضمنت المسرح الاجتماعي الجماهيري بمكوناته الذي هو بكل تأكيد أحد عناصر هذه الرؤية الثقافية الجديدة.
... ... ... ...
تدوينه: عندما يكون العمل المسرحي على الخشبة فهو يحتاج إلى تعرية نقدية وليست شخصية، وبالتالي على العمل المسرحي بعناصره البشرية والفنية تقبل ذلك بحب.
** **
- مشعل الرَشيد