ترك الأنوار والأجهزة مضاءةً لغير حاجة
* إذا كانت فاتورة الكهرباء مشتركةً بيني وبين جيراني، فهل أُعَدُّ آثمًا في حال تركتُ بعض الأنوار أو الأجهزة مضاءةً لغير حاجة في بعض الأوقات، لكني أعود إليها بعد ساعة مثلًا أو ساعتين؟
- في الأمور المشتركة على الشريك أن يَحرص على إبراء ذمته مِن أن يَدخل عليه شيء مِن شريكه، وحينئذٍ يَحرص على إغلاق هذه الأنوار في عدم الحاجة إليها، وإذا حصل شيء مِن الخلل أو التفريط فإنه يستحل جاره أو يدفع مبلغًا زائدًا على القدر المطلوب، وحينئذٍ تَبرأ ذمتُه.
وبعضُ الناس إذا استأجر في الفنادق أو الشقق أو غيرها يَعمد إلى إضاءة أماكن لا حاجة إليها، ويترك الكهرباء ليلاً ونهارًا، ويُسرف في الماء باعتبار أنه دفع أجرةً، لكن "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (البخاري: 13)، فما يفعله في بيته يفعله هنا، ولو اقتصد مِن باب الحرص على إبراء ذمته مِن حقوق العباد لكان هو اللائق بالمسلم، والله أعلم.
* * *
قتل الجراد لغير قصد أكله
* هل يجوز قتل الجراد لغير قصد أكله؟
- جاء في الحديث الصحيح أنهم غزوا مع النبي -عليه الصلاة والسلام- سبع غزوات يأكلون الجراد (البخاري: 5495)، فالجراد مأكول، وحِلُّه ثابت لا إشكال فيه، ومجمع على أكله إلا ما ضَرَّ، مما ذَكره بعض الشراح من جرادٍ يوجد بالأندلس فيه ضرر، فمثل هذا لا يجوز، وأما ما عداه فهو مأكول، وقد جاء النهي عن قتل الحيوان لغير مأكلة، لكن إذا كان قصده من أجل دفع ضرره بالزروع والثمار -ولا شك أنه يُتلِفها- فإنه يُدفَع ضرره بقتله، وكذلك إذا خُشِي من ضرر أكله كأن يُرَشَّ بمبيدٍ وما أشبه ذلك ويختلط به المبيد في جرمه وجسمه، ولا شك أن المبيد سوف ينتقل إلى آكله، فإذا خُشي من ذلك فإنه لا يؤكل، بل يُقتل ويُباد.
* * *
إنكار وجود الجِنِّ، وإنكار تلبسهم بالإنس
* ما حكم إنكار وجود الجِنِّ؟ وما حكم إنكار تلبسهم بالإنس؟
- إنكار وجود الجن كفر؛ لأنه إنكار لما ثبت في كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، فهذا -نسأل الله العافية- كفر مخرج من الملة؛ لأن المُنكِر مكذِّب لله -جل وعلا-؛ لأنه ذكرهم في كتابه.
وأما إنكار تلبس الجن بالإنس فهذا قول المعتزلة ومَن يُرجح العقل على النقل، وقد قال به بعض الأطباء، لكن الواقع يشهد بأنهم يتلبسون بالإنس، والوقائع تكفي عن الاستدلال.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-