سلمان بن محمد العُمري
وقفات المملكة العربية السعودية مع أشقائها وأصدقائها في أيام الرخاء والشدة وحال الأزمات والنكبات والكوارث ونجدتها للجميع لا يمكن إحصاؤها ولا استقصاؤها، فهي لا تحد ولا تعد لأنها تتجدد على مدار الساعة في مشارق الأرض ومغربها.
في آخر الساعات لكتابة هذا المقال وليس آخر الأعمال، وعلى سبيل المثال قام مركز الملك سلمان بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي بتوزيع دقيق القمح لملايين الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في اليمن في المحافظات كافة، وقبله وجَّه خادم الحرمين الشريفين بدعم الجمهورية التونسية بشكل عاجل بالأوكسجين الطبي ومستلزماته للأشقاء في الجمهورية التونسية للمساهمة في تلبية احتياجات القطاع الصحي هناك بما يساعد في تجاوز آثار جائحة كورونا (كوفيد-19)، وقبلها شملت هذه المكرمة الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك للهند، بل وصل هذا الدعم إلى جامايكا في أمريكا اللاتينية، وهذه أمثلة وليست حصراً.
وحين تحل الأزمات والنكبات يتجلى دائمًا اسم المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي تقدم الدعم والمساعدة دون مَنٍّ ولا أذى؛ فالمملكة العربية السعودية وحسب ما أعلنته المنظمات المعنية بالخدمات الإنسانية لدول العالم وفقًا منصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة من مطلع يناير وحتى شهر يوليو لعام 2020م والفرق الإغاثية تعمل جنباً إلى جنب مع الفرق الطبية التوعوية، فكما أن هناك قوافل إغاثية فهناك قوافل طبية تقوم بتقديم الخدمات العلاجية المجانية في دول متعددة، ومن شواهدها الأخيرة الحملة الطبية التطوعية لجراحة المسالك البولية للكبار في موريتانيا، وفي الجزائر حينما واجهت كارثة الحرائق في بعض الغابات كانت المملكة من أولى الدول المبادرة للمساندة في جهودها لمكافحة الحرائق بما يسهم في تخفيف الآثار الناجمة عن ذلك بإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة للتخفيف عن المتضررين والمنكوبين، وكذلك الحال في مكافحة آثار الحريق في عكار شمال لبنان، وفي الوقت الذي كان فيه فريق طبي يقوم بمهام إنسانية في موريتانيا كان هناك فريق طبي وحملة طبية تطوعية في السودان تقوم بمهامها في برنامج طبي لجراحة الفم والوجه والفكين في السودان الشقيق، والذي يهدف لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للأفراد والأسر من ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون تغطية تكاليف العلاج، ومثل هذه الحملات الطبية حملات أخرى حول العالم لعلاج الأشخاص الذين يعانون من فقدان البصر ويمرون بظروف قاسية لعدم قدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، لتأتي حملة مكافحة العمى والأمراض المسببة له ضمن حملات طبية تطوعية يقوم بها مركز الملك سلمان للإغاثة لرفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، ومثل ذلك أيضاً الحملة الطبية التطوعية لجراحة قسطرة القلب في موريتانيا، ونيجيريا، والأردن، وهذه الحملات الطبية تسجل مع الحملات التطوعية الأخرى التي تشمل المنكوبين واللاجئين في مختلف دول العالم وهي تجسد الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في رفع المعاناة عن جميع الشعوب المتضررة.
والمملكة العربية السعودية لا تكتفي بالجهود الذاتية لأعمالها بل وسعت نطاق عملها مع المنظمات الدولية الخاصة بالتغذية والصحة ضمن شراكات دولية، وبرامج مشتركة تسهم في دعم الأعمال الإغاثية والإنسانية من غذاء وكساء وصحة وغيرها لإنقاذ حياة الملايين في العالم، ولتؤكد دائماً وأبداً أن بلادنا هي الرائدة، ولنقول دائماً بلادي بلاد الخير وأهلي كرمهم غير.