أ.د.عثمان بن صالح العامر
الدعاء صلة بين العبد والرب الذي بيده مقاليد السموات والأرض، مدبر الكون، ومصرف الأمور، ومسير الأحداث. ومع واجب إعداد العدة والعتاد لمواجهة العدو أياً كان، فإن التعلق بالله الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون هو كذلك واجب شرعي يعني كل فرد منا، خاصة ونحن اليوم في المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين نواجه حرباً حقيقية يقف لها جنود بواسل في الحدود وعلى الثغور بكل شجاعة وفدائية وصبر، في ظل توجيهات قيادة عازمة حازمة تدرك بثاقب بصيرتها وعمق نظرتها مكامن الخطورة الحقيقية في حال كان التهاون والتواكل والتراخي في دعم الشرعية اليمنية التي تواجه فلول الحوثيين المدعومين بكل قوة من قبل الإيرانيين أعداء الملة والدين.
إنني أهيب بالركع السجود، أهيب بأهل الليل القائمين بين يدي الله عز وحل، أهيب بأصحاب القلوب الطاهرة والنفوس الزكية، أهيب بكل مواطن أو مقيم على ثرى تراب أرض الوطن الغالي أن يرفعوا أكف الضراعة لله عز وجل سائلينه سبحانه وتعالى بأن يحفظ المملكة العربية السعودية بحفظه، ويحميها بقوته وقدرته وقهره. اللهم من أراد بلادنا بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره، اللهم آمنا في دورنا، واحفظ ولاة أمورنا، وانصر وأيد جنودنا واجعل عواقب أمونا إلى خير، واجعلنا صفاً متراص اللبنات خلف قيادتنا العازمة الحازمة.
إن على المسلمين في العالم أجمع أن يدركوا حقيقة هذه الحرب الموجهة سهامها للمملكة العربية السعودية ليس من قبل الحوثيين ومن خلفهم الحكومة الإيرانية الحاقدة، بل من قبل قوى الشر العالمية، فهي حرب على الإسلام الصحيح، ويراد منها اجتثاث منبع النور في هذا الوطن الطاهر، وأنّا لهم ذلك وقد وعد الله عز وجل ووعده متحقق لا محالة بأن ينصر من ينصره، ومن كان مع الله فالله معه. ولا يعني هذا الرضا من جموع المسلمين بالصمت أو حتى الاستنكار الباهت بل إشعار العالم كله بأن الدفاع عن مقدسات المسلمين في بلد الحرمين المملكة العربية السعودية هم يحمله كل مسلم حتى وإن نأت به الدار عن هذه البقاع المباركة، فهي داخلة في صلب عقيدة المسلم الحق الذي يعرف لهذه الأماكن قدسيتها، ويعلم علم يقين واجب حمايتها والحفاظ على سنيتها، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.