ميسون أبو بكر
علاقتنا بجدة كمثقفين طويلة وعميقة المدى، جدة التاريخية وجدة بيت ناصيف وجدة البحر، وقاعة الشربتلي في نادي جدة الأدبي التي تعد معلماً ثقافياً، جدة حمزة شحاتة ورائعته التي رددناها في عشق جدة:
النهى بين شاطئيك غريق
والهوى فيك حالم ما يفيق
جدة التي يلوح لنا كلما أقبلنا لها زائرين مبدعوها ومثقفوها الذين للقائهم نكهة الانتصار ولقاءات الشعر والنثر؛ طربنا قبل أيام لإطلاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» ضمن خطط تطويرها التي تهدف لتطوير المجال المعيشي لتكون مركزاً جاذباً للأعمال والمشاريع الثقافية ووجهة للمبدعين ورواد الأعمال الطموحين.
لم يكن غريباً أن تحظى جدة بهذه الخطوة الرائعة التي تحقق أماني سكانها وعشاقها وزوارها، فهي رئة البحر الأحمر وميناء بحري مهم كما مطار جوي رئيسي ومحطة مهمة لحجاج بيت الله الحرام ولعلها متحف مفتوح لما تمتلك من تراث معماري قديم ومبان تشهد على تاريخ ممتد إلى عصور ما قبل الإسلام ومجد يعرفه أهل جدة وكل من مر منها يوماً.
مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية سيشكِّل استثماراً ملهماً لكنوز جدة وإنسانها، وسيخلق واجهة عالمية أخرى للمملكة وملتقى لثقافات متعددة وستفجر المبادرة كل ما تحمله هذه المدينة من إمكانيات.
ينتظر جدة الكثير من المشاريع المثمرة وتنفيذ الأفكار الخلاَّقة التي يمكنها أن تحمل جدة للعالم بنمط جديد ومختلف ومؤهل لجعلها متحفاً مفتوحاً وقبلة للسياح، ترميم المباني التاريخية للحفاظ على تراثها والمواقع على أطراف جدة البلد، تأهيل النسيج العمراني والتنمية الحضرية، كذلك الميناء التاريخي وربط البلد بالواجهة البحرية لتكون جدة في ركب المدن الأخرى التي واكبت رؤية المملكة ومخططها البعيد المدى، فالعلا نموذج مبهر بكل ما استجد بها وأحيا التاريخ وجعلها قبلة عالمية تشع بحضارات تسكنها.
الله يا جدة، يا عروس البحر وأنت تتحضَّرين لعرس بهيج سيكون بهجة الحاضرين والغافين في رحمك ممن مضوا وأحلامهم تاركين بعضها هنا وهناك لتصبح حقيقة.
سلام على جدة وبحرها.. على أرواح تعانقها بحب ومجد ينتظرها.