نبيل حاتم زارع
بادرت مشكورة وزارة الثقافة بتقديم التسهيلات للمقاهي التي ترغب بتفعيل النشاطات الثقافية بمقراتها تفعيلاً وتشجيعاً للشراكة الثقافية، وإذ تشكر مقام الوزارة على هذه المبادرة في الوقت الذي أطالب هذه المقاهي والتي أتيح لها المجال بالمشاركة مقابل حوافز تشجيعية أقرتها الوزارة بنظام محدد أتمنى أن تكون الاستفادة من المبادرة بتحقيق إسهامات حقيقية وليس فقط تكرار لأجل الأضواء وهو الأهم بأن تكون مساهمتها بأن تكتشف المواهب الأدبية على أسس منهجية وتعمل على دعمها من حيث التوجيه والارشاد وأيضاً دعم الاصدارات المفيدة والتي تعتبر إضافة للمكتبة الثقافية وليس مجرد مجاملة من أجل تحقيق احتفال مؤقت وأيضاً العمل على استقطاب اصحاب المعرفة والخبرة الثقافية الشاملة في مختلف الفنون للتشجيع على تفعيل النشاط بما يفيد المهتمين والجمهور، بحيث تكون مقرات جاذبة ويشار لها ولإنتاجها وليس مجرد أرقام ضخمة دون عمق معرفي عائد بالنفع.
وفي نفس الوقت أتمنى أن تتخذ هذه المقرات منهجاً مدروساً بجدول زمني محدد مسبقاً فيه تميز وتنوع يتزامن مع المتطلبات المرحلية وإلا ستجد نفسها نسخة مكررة من رتم معتاد وربما يصيبها الملل والرتابة لأنها لا تمثل لهم رسالة فعلية هادفة.. فالفرصة المتاحة تعد ثمينة جداً لكي تترجم تلك النشاطات إلى صناعة تندرج تحت غطاء الاقتصاد المعرفي، وبالتالي تتمكن تلك الكيانات من تكوين عوائد مالية تستطيع الإنفاق من خلالها على نفسها، ويكون اعتمادها ذاتياً وتنتج عنها مبادرات جديدة تحقق ما كان مرجواً ومؤملاً ولذلك الأمر يحتاج إلى جهد كبير جداً، والأهم هو فهم العمل الثقافي الفعلي حتى يستطيع تكوين إستراتيجية شاملة بعيدة المدى وخطط قابلة للتنفيذ وليس فقط طموحات ورقية براقة ينتهي وهجها مع أول الاحتفاء بها وتبدأ بعد ذلك شكوى قلة الدعم وقلة الامكانيات لأن الإستراتيجيات المثالية دوماً قصيرة الأجل.