إيمان الدبيّان
التحوَّل من حَسَنٍ إلى سيِّئ، ليصير الشيء قَبيحًا بتصرُّفات شائِنة، ذلك هو التشوّه المؤذي بصرياً، ونفسياً، ومجتمعياً، الذي بدأت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان بمعالجته في جميع مدن المملكة بلا استثناء حسب ما صرَّح به معالي الوزير؛ ولكني أرى أن يكون لمكة المكرمة -كما تحظى به دائماً - الاستثناء الأكبر، والاهتمام الأوفر عن غيرها في معالجة كل تشوّه بصري وخصوصاً أنها تتميز بأجمل منظر إلهي على وجه الأرض وهو الكعبة المشرَّفة، وتنعم بأجمل صور حضارية عالمية بأيدٍ سعودية مثل ساعة مكة التي تشاهد من على بُعد أميال للقادم إلى مكة، وكذلك طريق الأمير محمد بن سلمان المتطور والمتقدم ببنيته التحتية من مراكز دخول وإضاءة ومساحة طريق قلما نجدها في عواصم كبرى، ودول عظمى؛ ولكن هذا التميز والتطور يجب ألا يشوبه بعض التشوّه البصري الذي نلاحظه في بعض المداخل للعاصمة المقدسة.
إن أول تشوّه يصيب العين بالقذى والنفس بالأذى هو مدخل مكة الغربي وما يكسو جبالها من مبان توشَّحت بلون الطوب وشاحاً أحمرَ وهدم بعض من بويتات كانت فأصبح مكانها قاحلاً أصفرَ وفي بطاح الأودية والشوارع يستعرض بعض المتخلفين بمبيعاتهم واستجدائهم ليكتمل التشوّه منظراً إنساناً وجماداً، فكان ذلك كله نقطة مشينة وقذفة للعين أليمة عندما تقلب نظرك وتطرق بصرك بجمال الساعة وهي مضيئة أو بمحطة القطار الحديثة وتستشعر مقدسات البلد المحيطة فيقيد بصرك ويوجع عينك مثل تلك التشوّهات والمخالفات في البطاح والطرقات، فيتبادر السؤال البديهي والمنطقي: أين دور أمانة العاصمة المقدسة في القضاء على ذلك التشوّه وهؤلاء المتخلفين؟ وأين الهيئة الملكية لمكة من تطوير تلك السفوح المنقوضة والاستفادة من المساحات المتروكة؟
مكة للوطن واجهة وللعالم قبلة وهنا دورنا كمواطنين ساكنين مكة سدنتها وبدوها وحضرها وجميع أهلها الأدرى بشعابها وأهل مكة أهل الضيافة والسقيا والخدمة لزوارها كلنا بلا استثناء لنا دور في المشاركة والمساهمة في القضاء على كل تشوّه بصري من مناظر ومخالفات وتعديات؛ لتكون مكة كما هي الأجمل والأبهى، والأفضل منظراً والأزهى.
شكراً لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان على هذه المبادرة المعالجة لجمال المدن والمتوافقة مع برنامج جودة الحياة وفق رؤية المملكة 2030، ليبقى التطبيق والتنفيذ الذي نحن على يقين تام أنه لن يتأخر، وسيكون جمال الواقع تطوراً يُسطر.