صيغة الشمري
ما زال دور الإعلام في بعض المنشآت الحكومية والخاصة يتعثّر لعدة أسباب قد لا يكون هناك مجال لذكرها جميعها كونها كثيرة جداً ومتشعّبة، ولكن أهمها وأكثرها تأثيراً هي قناعة مدير المنشأة أو قائدها ومفهومه عن دور الإعلام، الكثير من المدراء يحاضر في اجتماعاته وورش العمل التي يقودها ويشدد على أهمية الإعلام ودوره للمنشأة ولكنه بعد الاجتماع تجد قراراته وخططه التي يعتمدها تهمش الإعلام ولا تقيم له وزناً وبعد سنوات يخرج هذا المدير مع الباب الآخر للمنشأة ليبحثوا عن مدير آخر غيره وهو لا يعرف سبباً لماذا تم البحث عن مدير آخر غيره، يصعب إقناع الكثير من المدراء بأهمية الإعلام ودوره وخطورته في إبراز جهود المنشأة ورسم الشكل الأجمل لنجاحها، مهما كنت ناجحاً ومهما كانت المنشأة التي تقودها ناجحة لن يكتمل هذا النجاح إن لم يرسمه الإعلام في عيون الآخرين، هذا زمن إعلام، ومنذ البدء فكل زمن هو زمن إعلام، لكن مع انطلاق صحافة المواطن أو ما يسمى بالإعلام الجديد أصبحت أهمية الإعلام عشر أضعافها شئنا أم أبينا، كثير من ميزانية المنشأة تذهب للتسويق ويذهب فتات ميزانية المنشأة للإعلام والعلاقات، وهنا مربط فرس التعثّر أو عدم اكتمال صورة النجاح كما يجب، في نظرة بسيطة وسريعة للمنشآت الناجحة التي تجد أصداء جيدة ستجد مديرها يولي أهمية قصوى للإعلام من أجل إبراز مجهودات موظفي منشأته، ليس من العيب أن يحب الشخص الظهور الإعلامي الذي يعكس قيمته المهنية أو الشخصية المبنية على كسب المزيد من احترام الآخرين له، والأولى أن يحب الظهور الإعلامي لمنشأته لأنها هي التي تعكس نجاحه ونجاح موظفيه، يكون الظهور الإعلامي واجباً مهنياً في بعض الأحيان التي يحتاج فيها موظفو المنشأة إلى إبراز جهودهم وإنصافهم، إن كنت مديراً لا تحب الظهور الإعلامي فلا تظلم منشأتك والموظفين التابعين لها الذين يزيدهم الظهور الإعلامي شغفاً وانتماءً.