العلا - عوض القحطاني:
تكتنز محافظة العلا في قلبها وعلى أرضها تراثاً عريقاً، ليس حكراً على النقوش المرسومة على جبالها أو الأحافير المنحوتة بفعل عوامل التعرية على صخورها، وإنما تحتضن طبيعة فريدة، تتجلى في واحتها الخضراء ومزارعها الغناء التي قامت على إثرها حضارات مملكة لحيان ودادان والأنباط، ولا تزال تنتج الثمار حتى يومنا هذا.
وتتجه أنظار السياح في العلا إلى المساحات الخضراء الزراعية التي اشتهرت في بلدة الحِجر، منذ أن عاش بها الإنسان في العصور القديمة؛ أي في الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث استثمر وجود العوامل المهمة لاستزراع الأراضي كخصوبة التربة وينابيع المياه والمناخ المناسب لإنتاج محاصيل زراعية يأكل منها ويقايض بعضها للحصول على مستلزماته الحياتية.
وفي جولة رفقة المرشد السياحي غازي العنزي، يمكن التعرف على بساتين النخيل والفواكه وتاريخ نشأة واحة العلا، وطرق الري القديمة والحديث، ويتمكن السائح أثناء الجولة من تجربة قطف الفواكه بيده وتذوقها طازجة من أشجارها، حيث يوضح العنزي أن من تلك المحاصيل الزراعية التي اشتهرت بها الواحة التمور بأنواع مختلفة، وكذلك البرتقال والجريب فروت والليمون واليوسف أفندي، ومن الخضار النعناع والريحان، كما تزرع بعض أنواع الحبوب كالقمح والشعير.وتعتبر محافظة العلا واحدة من الوجهات السياحية التي أدرجتها منصة روح السعودية (visitsaudi.com) ضمن برنامج صيف السعودية 2021، الذي أطلقته تحت عنوان (صيفنا على جوك) لتطوير المنتج السياحي السعودي وتنويع فرص الاستثمار فيه، وذلك من خلال 11 وجهة سياحية غنية بالتنوع الطبيعي والأجواء الرائعة والتاريخ والتراث الثقافي.
ويقدم البرنامج ما يزيد على 500 تجربة سياحية، عبر أكثر من 250 شريكاً من القطاع الخاص، ويستمر البرنامج حتى نهاية سبتمبر الجاري.