إيمان حمود الشمري
تسارع ونمو كبير في القطاع السياحي تشهده المملكة العربية السعودية لتعيد عزف للمجد والعلياء بإيقاع سريع يتناسب مع تسارع إيقاع الحياة والتطور، لافتة أنظار العالم حولها بإعادة تشكيل مكانتها السياحية ضمن خطط طامحة أهم أهدافها عدم الاعتماد على إنتاج وتصدير النفط، واستقطاب المستثمرين فيها بضخ مشاريع ضخمة تدعم هذا القطاع الذي بدوره يدعم اقتصاد الدولة، (كمواسم السعودية، مشروع أمالا البحر الأحمر، ونيوم)، مستندة بذلك إلى إمكانياتها الهائلة من حيث التنوّع المناخي والجغرافي، حيث تمتلك المملكة آلاف المواقع التاريخية خمسة منها مدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو. وأتى ضمن إطار الاستثمار الجزر الواقعة على امتداد البحر الأحمر، حيث تمتلك المملكة ثلاث واجهات بحرية على الخليج العربي والبحر الأحمر، وتحتل المرتبة الأولى من حيث طول الساحل على البحر الأحمر والمرتبة الثانية على الخليج العربي. ولقد أدى طول سواحل المملكة إلى كثرة الجزر التي يغلب على معظمها استواء السطح وتوافر مقومات الجذب السياحي فيها من شواطئ رملية ناعمة، ومرتفعات جبلية وكثافة نباتية، إضافة إلى الشعاب المرجانية، مما يؤهلها لتكون وجهة يقصدها الزوار للاستجمام والصيد والغوص في معظم فصول السنة. كما أتاحت تلك السواحل خياراً رائعاً لمحبي الرحلات البحرية بانطلاق كروز جدة كعملاق أسطوري عائم ينقل الركاب لأجواء استثنائية فاخرة يسودها المتعة والرفاهية، حيث يعتبر منتجعاً متنقلاً تتنوَّع فيه وسائل الترفيه، ويحوي مقاهي وصالات ومطاعم متخصصة، ومحلات ومتاجر وعروضاً ترفيهية وضوئية، ويعيش أفراد العائلة على متن ذلك الكروز الضخم أجواءً استثنائيةً حالمةً في عالم آخر بعيداً عن أرض اليابس في تجربة لا تُنسى، لوهلة ينسى الركاب أنهم ليسوا في مدينة ترفيهية وإنما على متن كروز عائم.
وهكذا تقفز المملكة في خطوات متسارعة بالقطاع السياحي ليرضي جميع الأذواق والأعمار ويتناسب مع جميع الميول من حيث الصخب والهدوء.
أميالاً ومسافات تقطعها المملكة في سرعة قياسية لتجديد نمط الحياة وتغيير دفة اتجاه الجانب الترفيهي للمسار الصحيح، وتبحر بنا في عالم سياحي منافس دون أن ترسو تماماً قبل أن تحقق كل الأحلام والتطلعات السياحية لإدراك ما فات واللحاق بالآتي ومواكبة المستقبل.