التغيّرات الجديدة والانفتاح قـلب الموازين وأزاح الكثير من العادات الشعبية، فلم نعد نسمع كلمة تفضل والتي كانت تحضر معها المشبات والدلة الصفراء وإدارة القهوة بحضور الضيوف ومثلها الأكلات الشعبية.. عادات جميلة تكاد تندثر ليحل محلها معجنات وحلويات ووجبات جاهزة..
رحم الله الرعيل الأول آباء وأمهات لو عادوا ورأوا ما نحن فيه من تغيّرات لفضّلوا العودة لحياتهم البرزخية فراراً من مدنيتنا المزعومة.. نعم التحديث مطلوب ولكن ليس على حساب عادات وشيم مجتمعية كانت مضرب المثل إن لم يكن في العالم العربي فعلى مستوى الجزيرة العربية.. الجيل الجديد لا أراه حريصاً على عادات أهله وأخص المطبخ، فالفتيات لا يُتْقّن الأكلات الشعبية وربما لا يذكرنها والشباب ربما لا يعرفون إدارة القهوة ومجالس الضيوف بأشكالها المعهودة مثل هذه العادات الجميلة يجب المحافظة عليها حتى لا تندثر فأكلاتنا الشعبية المتعددة إن لم نحافظ عليها تعليماً وتدريباً ستنتهي ليحل محلها أكلات مشبعة بالدهون تورث السمنة والكولسترول والأمراض المزمنة الأخرى.. مطبخنا العربي نريده حاضراً ففيه الصحة وقوة الأجسام لا الترهل وضعف الطاقة العضلية والجسمية.. لا بد أن تهتم البيوت بتعليم الفتيات وتدريبهن على الطبخ في المنازل وعدم الاعتماد على شراء الوجبات الجاهزة وأيضاً اعتماد الشباب على ما يقدَّم على سفرة الأهل لا المطاعم والبوفيهات الخارجية.. لا بد من التركيز في الكتب المدرسية على الأكلات الشعبية وحفظها والتذكير بها في كل مرحلة تعليمية والتدريب المستمر في مطبخ المدرسة والمنزل.. إن لم تُفَعّل المواقد داخل المباني الأسرية ستسوء الحالة الصحية وتكثر الأمراض التي لم تكن معهودة في الأزمنة السابقة.. نريد الرجوع لمجالسنا وموائدنا وأكلاتنا الشعبية حتى لا تندثر أو نفتقد بعضها تحت غطاء الزمن أو بحجة العمل ودواعي السرعة وتراتيبية الحياة.