عمر إبراهيم الرشيد
1 - كان ظهورها يتسم بالفخامة مع أناقة الحشمة، وحضورها ومراعاة طبقة صوتها كي لا تخدش أنوثتها كل ذلك ينبئ عن مستقبل إعلامي متميز. هي تتسم باحترام ضيفاتها بعدم المقاطعة - مقاطعة الضيف سمة أغلب المذيعين والمذيعات للأسف -، لكن أكثر ما لفت انتباهي فيها هو ذلك الاحتشام مع أناقة الحضور الطاغي والأداء الإعلامي غير المتكلَّف والبعيد عن التصنّع وهذه معادلة صعبة التحقق. تفاجأت بظهورها في مؤتمر صحفي رسمي بغير هيئتها الأولى مع إجادتها لأكثر من لغة وبنفس طغيان حضورها الإعلامي وأدائها الرصين، لكن كان بودي لو حافظت على هويتها حتى بانتقالها من القناة الحكومية إلى قناة فضائية خاصة!
2 - أتساءل كثيراً عن مصير هذه الآلاف من المقاهي التي انتشرت في كل شارع وناصية وممر في مدننا وبلداتنا وبسرعة انتشار النار في الهشيم، كم سيصمد منها حين تخف هذه الهبة التي انتابت مجتمعنا فأصبح الكثيرون يتباهون ويدّعون بأننا صرنا من أكثر الشعوب هوساً بالقهوة، وكل مقهى يدّعي وصلاً بليلى وأن لديه قهوة متميزة عمَّا لدى غيره، بينما هي مجرد نفحة من مسحوقها متوشحة بالسواد ولا أعمّم بالطبع، فالسوق لا تخلو ممن يحترم مهنته وإن قلّوا حقيقة! أتساءل كذلك: متى نجد تلك المقاهي الأصيلة البسيطة التي تشعرك بالحميمية المجتمعية بدل النظرات العابسة من العاملين في كثير من المقاهي الحالية وكأنك تطلب شيئاً بالمجان!
3 - أذكر إحصائية أوردتها مجلة بريطانية عن أجمل النساء في العالم، وقد جاءت نساء فنزويلا في المقدمة، ثم هنغاريا وبعدهن أتت السعوديات، وقد أوردت المجلة أسباب احتلال الفتاة السعودية تلك المرتبة، وتتلخَّص في أن جمالها طبيعي وغير مصطنع، إضافة إلى الأناقة في اللباس مع الاحتشام في نفس الوقت، كما أن لديها خفراً وحضوراً أنثوياً لافتاً. بالطبع لا ننتظر ولا يفترض أن نبحث عن شهادة مثل هذه لدى غيرنا في حق السعوديات، إنما تلفت الانتباه حقيقة مثل هذه الإشارة لأنها غير متوقَّعة، ولأن ذكر الأسباب أيضاً مما تفخر به السعودية. إنما مع هوس عمليات التجميل لدى معظم عيادات الغفلة لدينا وفي المنطقة والتحول لدى الكثيرات من ميزة الجمال الطبيعي إلى قبح الجمال البلاستيكي والمصطنع لدى الكثيرات، بل وإلى انتشار العلل النفسية والاجتماعية نتيجة إفساد هذا الجمال واللعب بخلق الله تعالى الذي وهب كل نفس ما يلائمها من خلق ومظهر، أتساءل وبخوف عن مصير هذه المرتبة الجمالية لأنثى الجزيرة العربية التي ألهمت شعراء المعلقات ومن أتى بعدهم! إلى اللقاء.