د.عبدالعزيز الجار الله
تاريخ الأمم والدول يبدأ ببطولة، ودولتنا الغالية المملكة العربية السعودية حفظها الله بدأ تاريخها بموقف مؤسسها الأول عام 1139- 1233هـ/ 1727-1818 على يد مؤسسها الأول محمد بن سعود الذي اتفق مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب على قيام كيان سياسي تحت مظلة دينية لإصلاح حال شبه الجزيرة العربية، ولحماية الأرض سياسيا من الغزاة الطامعين في مد نفوذهم من الحواضر العربية في العراق والشام والدولة العثمانية في تركيا للسيطرة على ممرات تجارة القوافل البرية وعلى سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، التجارة القادمة من موانئ بحر العرب والمحيط الهندي إلى شمال البحر الأحمر وحوض البحر الأبيض المتوسط قبل شق قناة السويس عام 1869م التي اختصرت إبحار حوالي أسبوعين تسلكه السفن عبر الالتفاف من رأس الرجاء الصالح في المحيط الهندي، ومياه البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، حيث اكتشف رأس الرجاء الصالح عام 1488م لربط آسيا بأفريقيا وأوروبا وتفادي مرور التجارة عبر الجزيرة العربية والتي تمثلها معظم أراضي المملكة العربية السعودية، ليكون المسار البحري مباشرة من جنوب آسيا القارة الهندية إلى أوروبا، وتفادي أيضا المرور بالدولة العثمانية ودولة المماليك أي العالم الإسلامي القديم.
وسط هذا الصراع القوي ما بين دول العالم الإسلامي القديم في الشرق الأوسط جنوب غرب آسيا وإفريقيا:
- الإمبراطورية العثمانية ودولة المماليك.
- وبين الغرب الأوروبي البرتغال والإسبان وبريطانيا.
وأيضا في خضم هذا الصراع والتنافس الدولي ولدت الدولة السعودية الأولى، ونتيجة لهذه التواريخ المؤثرة: اكتشاف رأس الرجاء الصالح عام 1488م، وشق قناة السويس 1869م. تم قيام الدولة السعودية الأولى في الدرعية والتي بسطت نفوذها على أقاليم عدة في الجزيرة العربية وامتدت في الشمال الشرقي باتجاه الأراضي العراقية، ووسط الجزيرة العربية والطرف الشمالي الغربي امتدت السعودية الأولى إلى أراضي الشام، فهذه الدوافع التمدد شمالا للعراق والشام والخوف من الكيان الجديد حركت الدولة العثمانية القوات العراقية والشامية وأخيرا المصرية لتدمير الدولة السعودية الأولى عام 1818م، وكان لتدمير الدرعية كذلك دافع قوي لقيام الدولة السعودية الثانية عام 1824م- 1240هـ.