عبده الأسمري
جمع بين الإنسانية والمهنية فكتب جملته الاسمية من مبتدأ الإحساس وخبر الاحتراف.. كتب أمجاده بمبضع الجراحة الذي شكل به «خرائط» النجاة للتوائم.. وسجل كفاءته بموضع «الشهادة» التي نطقت بها «وثائق» الإنقاذ للمرضى.
أجاد «فك» ألغاز الأجساد المتلاصقة وأبدع في «حل» متاهات الأوجاع اللصيقة..فكان الجراح «المحترف» الذي عزف على «وتر» النجاح بموهبة الذات ومهارة الإثبات مولياً «قبلة» نجاحاته شطر «الانفراد».. موجهاً بوصلة مهاراته قبالة «السداد».
إنه وزير الصحة الأسبق والمستشار بالديوان الملكي والمشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة الجراح الشهير في عمليات فصل التوائم وأحد أشهر الأطباء والجراحين محلياً وعالمياً.
بوجه دائري تعلوه صفات «الذكاء» وتملؤه سمات «الصفاء» وعينين لامعتين ولحية خفيفة وشخصية هادئة الطباع خلوقة الطبع عامرة بالحنكة وغامرة بالحكمة وتقاسيم نجدية تتقاسم مع عائلته «الملامح» وكاريزما تتقاطر «تهذيباً» وتسمو «أدباً» مع أناقة تعتمر البياض وتزهو بالتأنق.. وصوت يزهو بعبارات رصينة وألفاظ متينة تعتمد على «الحرفية» وتتعامد على «الشفافية» ولغة فاخرة بالأصول الطبية وزاخرة بالأسس الجراحية صال وجال «الربيعة» في غرف العمليات وهو يرسم «مشاهد» الشفاء للمرضى ويكتب «وصفات» التعافي للمراجعين ويرفع اسم «الوطن» ببراهين «النتائج» ويرتقي بمعنى «العون» بدلائل «الإنتاج» في مسيرة عانقت «القارات» وسيرة توشحت بالإنجازات.
ولد الربيعة عام 1954 واكتملت ولادته «بدراً» في سماء العائلة الشهيرة بزف العباقرة إلى ميادين المسؤولية.. وعاش منجذباً إلى اتجاهات «المعاني» في «نصائح» والده ومخطوفاً نحو أبعاد «التفاني» في «دعوات» والدته وتعتقت روحه صغيراً بأنفاس «البكور» في صباحات «العارض» وتشربت نفسه باكراً بنفائس «النور» في نهارات «العاصمة».. ركض صغيراً بين جنبات «حيه» مكتنزاً في ذاكرته «مطامح» العابرين.. وكاتباً في مذكراته «مآثر» المؤثرين..
دخل الربيعة الطب من «بوابة» الحس الذاتي ومن «مثابة» الألم الجسدي في «قصة» امتزجت فيها «البراءة» مع الجرأة وتداخلت وسطها «الصدفة» مع «الأمنية» حيث أهداه أبوه في صغره دراجة وأثناء سباق محموم مع إخوته وأبناء عمه اختل تزانه وسقط على رأسه وتم إسعافه إلى المستشفى حيث تمت خياطة جرحه بإبرة كبيرة وبدون تخدير وبعد غضبه هدأه والده بقوله: «ستصبح جراحاً ذات يوم إن شاء الله» وتحولت «المقولة» إلى «عزيمة» استعمرت وجدانه واستوطنت ذهنه فتخرج من التعليم العام بتفوق ودرس الطب والجراحة في جامعة الملك سعود ونال منها درجة البكالوريوس عام 1979.
حصل على الامتياز خلال فترة التدريب كطبيب في مستشفى الملك خالد الجامعي خلال عامي 1979 - 1980، ثم طار إلى كندا وعمل كطبيب مقيم بمستشفيات جامعة ألبرتا وفي هذا الفترة حصد الربيعة درجة الماجستير في العلوم الجراحية وزمالة الجراحة العامة من كلية الجراحين الملكية بكندا، ثم حصل على زمالة جراحة الأطفال من جامعة «دالهوسي» بكندا في العام 1987. وإلى جانب مواصلة دراساته العليا في مجال الجراحة عمل كطبيب جراح للأطفال ونال عدة شهادات..
تخصص واشتهر وانفرد الربيعة بجراحات فصل التوائم السياميين حيث أشرف على حالة 99 توأماً ملتصقاً من 19 دولة وأجرى بنجاح 42 عملية فصل معقدة، ثلاث منها توائم طفيلية، كما أصدر أربعة كتب حول التوائم السيامية وطب جراحة الأطفال، وشارك في إنجاز أكثر من 72 بحثا وورقة عمل في مجلاّت علمية مختصة ومحكمة، وقد ألفت الكاتبة الرومانية دومنيكا أليزل رواية عن قصة فصل التوأم الماليزي التي أجراها الربيعة وحملت الرواية عنوان «الحب واليأس».
تولّى الربيعة مناصب رئيس مجلس أمناء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والمدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ورئيس مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ومدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، وعمل أستاذاً بكلية الطب بجامعة الملك سعود وفي 14 من فبراير 2009 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للصحة في «حقبة» كانت فيها الموازين «متأرجحة» في رؤى المادحين والقادحين متجاوزاً «غلبة» الأخطاء بتغليب «العطاء» في خطة «المشروع الوطني للرعاية المتكاملة» وحصول 15 مستشفى على شهادة الاعتماد من هيئة المستشفيات الأميركية و52 مستشفى على شهادة الاعتماد الوطني وفي 21 أبريل 2014 تمت إقالته من منصبه كوزير للصحة وتعيينه مستشارا في الديوان الملكي.. ودافع عن نفسه أمام المنتقدين بحظوة «التقييم» ونأى باسمه عن سطوة» التعتيم «متخذاً من «المؤشرات» الصحية «رهاناً» على قيمته ومن «المعدلات» الإنتاجية» برهاناً» على قامته تاركاً للمنصفين الاغتراف من «مشارب» التطوير والاعتراف بـ«فوارق» التغيير..
خرج الربيعة تاركاً «كرسي» الوزارة وارتدى رداءه الطبي الأبيض الذي يشبه «بياض» قلبه في عيادته متوشحاً زيه «الأخضر» أثناء عملياته ليمارس الجراحة ملوناً» فراغات «الانتظار» بزهاء «الفرج» ومعنوناً تفاصيل «التوجس» بتباشير «الفرح» باحثاً عن «ربيع» الابتسامة في وجوه «ذوي» التوائم المتلاصقين..حيث جنى من مساعي «النفع» فوائد المواقف وحصد من نواحي «الغوث» عوائد الوقفات ليتلقى «صيب» الشكر من «مزون» الامتنان والعرفان..
وفي مايو عام 2015 تم تعيينه مشرفا على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وقام فيه ولا يزال بجهود جبارة ومميزة في «توأمة» بين الخبرة والمهارة و«مواءمة» بين التفكير والتطبيق.
نال الربيعة وسامي الملك عبدالعزيز من الدرجتين الممتازة والأولى والعديد من الأوسمة من دول وجهات مختلفة وله عشرات العضويات ويشغل العديد من المناصب الشرفية والفخرية والطبية.
في متون «صناعة» الفرق و«صياغة» الفارق «طبياً وجراحياً وإنسانيا حقائق» و«وقائع» كان وسيظل الدكتور عبدالله الربيعة «بطلها» المتوج في مقامات «التأثير» وقوائم «الأثر» بخبرات وقرارات وانفرادات تشهد بها «منابع» المسؤولية وتستند عليها «منصات» العالمية.