عثمان بن حمد أباالخيل
أمس القريب ترجّل إبراهيم بن عبدالله بن سلمة بعد مسيرة حافلة امتدت لعقود بالعطاء في مجال الصناعة، رحم الله المرحوم بإذن الله وفي رحيله فقدت الصناعة ومجلس الشورى أحد رموز الوطن الغالي، الإنسان لا يعلم مصيره. قال تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} الآية، وقال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} الآية. وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } الآية.
ودعنا جسماً وودعنا كياناً شامخاً ورجلاً مميزاً وإنساناً متألقاً دائماً لكن الذاكرة تبقى محفورة في الذكرى وفي سجل تاريخ الرجال العظماء المخلصين. رحل أبوخليل وبقي روحاً خالدة وتاريخاً حياً لرجل أعطى الوطن وخدم الوطن، حمى الله بلادنا من كل شر.
(أن يكون ضميرك مرتاحاً وصحتك جيدة ورزقك يكفيك عن السؤال) هذا هو تعريف السعادة عند القائد الإداري المميز إبراهيم بن سلمة رحمه الله، الذي عرفته عن قرب كما عرف الآخرون فهو قريب من الجميع مهما اختلفت مناصبهم الإدارية، عرفته منذ أن كان مبنى سابك مستأجراً متواضعاً ومنذ أن قال عنها أحد الصحفيين: (انه دخل مبنى ضيقا في زقاق صغير فوجد بضعة شبان يزعمون أنهم سيقيمون أضخم المجمعات البتروكيماوية في المنطقة) منذ أن كان مدير عام التخطيط وتقويم المشاريع إلى أن أصبح نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، رحمه الله وادخله فسيح جناته.
لديه القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم لتحقيق أهداف الشركة (سابك) لم لا وصفات القائد الناجح جزء من تكوينه بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى فلديه القدرة على بناء فريق عمل مميز، والثقة بالنفس، ويتحلى بروح الدعابة، متواضع، يحمل في قلبه كل معاني الإنسانية والنشاط الدائم، سرعة اتخاذ القرار، يعمل تحت الضغط ويقوم بتخفيف حدة التوتر بمهارة وصاحب رؤية وإبداع كبير. إنها بعض هذا القائد الإنسان رحمه الله.
حين سأل عن عيوب سابك قبل 18 سنة في حوار صحفي جاء رده بكل ثقة (عيبها أنها نجحت وأصبحت مثلاً يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط خاصة والعالم بصفة عامة فكثُر حسادها داخلياً وخارجياً) فكيف سابك اليوم، وهي في المرتبة الثالثة ضمن قائمة أقوى شركات الكيماويات المتنوعة في العالم وأكبر شركة عربية وثالث الشركات الكيماوية العالمية وثالث أفضل علامة تجارية في العالم والكثير من التميز فهي تتواجد في 50 دولة وخمسة مراكز ابتكارات في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق وشمال شرق آسيا.
من أقوال الدكتور غازي القصيبي رحمه الله: (افتح المجال أمام الآخرين وسوف يذهلك ما تراه من منجزاتهم) هذا هو أسلوب الدكتور إبراهيم بن سلمة في الإدارة رحمه الله.
باسمي وباسم منسوبي شركة سابك في داخل المملكة وخارجها نقدم أحر التعازي لعائلة المرحوم بإذن الله ولأنفسنا وجميع من يعرف هذا الإنسان القائد، اللهم ثبت قدمه يوم تزل فيها الأقدام، رحمه الله وغفر له فقد كان شخصا عزيزا علينا جميعاً وصديقا لنا، وصاحب القلب الكبير.