د.عبدالعزيز الجار الله
غادرت القوات المصرية العثمانية عام 1233هـ الموافق 1818م وسط الجزيرة العربية بعد أن دمرت الدرعية العاصمة الأولى للدولة السعودية، وبعد هذا التاريخ جرت المحاولات لقيام الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام تركي بن عبدالله، الذي نجح في إقامة الدولة السعودية الثانية واستمرت حتى عام 1309هـ الموافق 1891م، وكانت نهايتها تعد فترة صعبة على الشرق الأوسط حيث كانت التحضيرات تجري لقيام الحرب العالمية الأولى التي بدأت عام 1914م وانتهت عام 1918م ما بين طرفي النزاع الذي شمل معظم دول العالم بما فيه دول الشرق الأوسط:
- الحلفاء وهم، بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، وإيطاليا.
- المحور وهم، ألمانيا، الدولة العثمانية ومعها الدول العربية، والنمسا، والمجر، وبلغاريا.
وتتداخل نهاية الدولة السعودية الثانية 1891، مع بداية قيام الدولة السعودية الثالثة 1902، وقيام الحرب العالمية الأولى 1914 خلال عقدين.
الفترة التي تشكلت وساهمت في قيام الدولة السعودية الثانية 1818/ 1891م هي مرحلة صعبة في إعادة تأسيس بلاد هاجمته الامبراطورية العثمانية عبر قواتها المصرية، وقد سبق للعثمانيين أن أرسلوا قوات من العراق والشام وفشلوا في إسقاط الدرعية، وكان الإمام تركي بن عبدالله قد نجح في توطيد حكمه ومد سلطته إلى أوسع نطاق في الجزيرة العربية، وفعل نفس العمل الإمام ابنه فيصل بن تركي حتى نشب الخلاف بين أبنائه وانتهت الدولة السعودية الثانية على مرحلة انتقالية في العالم قيام الحرب العالمية الأولى التي انتهت باختفاء الإمبراطورية العثمانية وتفككها وتوزيعها بين دول الحلفاء الدول المنتصرة عام 1918م، وبالتالي انحسرت القوى العربية المتعاونة مع الدولة العثمانية، ودخل الاستعمار الأوروبي الأراضي العربية بقوة ليتقاسم الإرث العثماني.
وهذا مهد الأمر ليتمكن القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من بناء دولة كبيرة بمساحة نحو (2) مليوني كيلومتر مربع وتوحيد العديد من أقاليم الجزيرة العربية في دولة واحدة هي السعودية.