م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- تكثر في أدبيات الكتاب والمثقفين والمفكرين.. وتتردد على ألسنة الناس في مختلف أعمارهم وطبقاتهم ودرجات علمهم ومستوى معارفهم عبارات مفادها أن زماننا العربي هذا هو الزمان الرديء.. وأننا وصلنا إلى القاع.. وأننا نعيش في الحضيض.. إلى آخر تلك المقولات التي تندرج تحت بند جلد الذات.
2- هذا الشعور العام هو إقرار بحالة العجز والدعوة للاعتراف بالواقع.. وهذه الدعوة للاعتراف بالواقع يقصد بها البعض التعايش معه ويقصد بها آخرون الرفض له ومواجهته.. وهناك من يرى الاستسلام وتقديم التنازلات إحقاقاً للحق الذي نكابر في رفضه وهو أننا اليوم أمة مهزومة حضارياً.
3- وإذا أردنا أن نشخص حال واقعنا العربي هل هو رديء أم غير ذلك.. فلا بد من الاحتكام إلى المقاييس المتعارف عليها كدرجة التخلف، وغياب العقلانية، ونفي المختلف.. أيضاً إجابة أسئلة مثل: هل رداءة زماننا قَدرٌ أم تَحدٍّ يمكن تجاوزه.. وهل هي حالة طارئة أم طبيعة متأصلة؟ قرأت لروائي عربي كبير أن الظاهرة البارزة التي تميز الوضع العربي الراهن هي التباعد بين القول والفعل.. وبين الخيال والواقع.. وبين الفرد والمؤسسة.. وبين المواطن والدولة.
4- بعد هذه النظرة العامة على الوضع العربي الراهن دعونا الآن نقارنه مع وضعنا السعودي الراهن.. وهو الوضع الممتد منذ قرن تقريباً.. لم نشهد خلاله سوى التنمية المستدامة والأمن والأمان والاستقرار حتى غدونا من دول العشرين.. وها نحن نسعى حثيثاً لنكون في مصاف الدول العشر الأولى في العالم.. نحن اليوم نحتل موقعاً متقدماً في الحكومة الإلكترونية حيث تصنف المملكة ضمن الخمسة الأوائل في المجال عالمياً.. كما نحتل موقعاً متقدماً عالمياً في التنمية والرعاية المجتمعية.. فقد كانت جائحة كورونا هي العنوان الأهم الذي وضع اسم بلادنا في مقدمة الصفوف.. حيث لفتت أنظار العالم كله بما حظينا به كمجتمع من عناية ورعاية طبية شملت المواطن والمقيم.. نحن اليوم نعيش ثورة تنظيمية غير مسبوقة على مستوى العالم في نواحي تحديث الأنظمة والتشريعات والتطبيقات التي سوف تنقلنا من بلد كان يعد من بلدان العالم الثالث إلى بلد يزاحم اليوم على الصفوف الأولى بين صفوف العالم الأول.
5- لا شك أننا اليوم نعيش مرحلة النهوض وبدأنا في سلوك طريقنا نحو بناء الحضارة السعودية.. فنحن أبناء وأحفاد بناة الحضارة العربية والإسلامية التي قادت العالم لمدة ثمانية قرون.. ونحن جاهزون اليوم للعودة من جديد.. فجذوة بناء الحضارة لم تمت فينا.. وإنا إلى بناء حضارتنا لسائرون.. فشدوا الأحزمة.
6- كل عام ووطننا بخير.