خالد بن حمد المالك
الوطن، ليس ذكرى فقط نحتفل به في يوم من كل عام، ونكرره عاماً بعد عام، الوطن قصة حب، ونظرة أمل، وتطلع بثقة نحو الأفق البعيد، والوطن شجرة نستظل بها، وأرضاً نحتمي بها، وهو الرئة التي نتنفس بها ومنها، والوطن ملهمنا لكي نكون في الصف الأول من العالم.
* *
الوطن، لنا أن نختصره ونعرّفه في رجل واحد هو عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، والوطن أرض وشعب بمن وقف مع الملك الموحّد، ومن حافظ بعدهم على هذه الوحدة، والوطن عشق، وانتماء، وفخر، وهو القلب الذي ينبض بحجم هذا الانتماء للوطن، وهو الآن وأبداً النور الذي نستنير به لخطونا نحو المستقبل المشرق، ثم هو المصدر لكل ما يزرع الثقة والقوة والعزيمة في نفوسنا، وما كان ليكون هذا الوطن بما هو عليه لولا أن وراء هذه الأمجاد قائداً تاريخياً اسمه عبدالعزيز.
* *
نعم لليوم الوطني، نعم لتكون كل أيامنا وطنية، وأن تكون أعمارنا مسخرة لإعمار هذا الوطن، لبناء هذه الصروح المضيئة في التعليم والصحة، وبالتزامن مع تنامي قدرات الوطن العسكرية والأمنية، فوطننا جميل ومشرق بما تشهد به الأرض، ويتحدث عنه العالم، وتنطق به مشاهد التنمية والتطور والإنجازات التي لا حدود لها، ومرة أخرى، فالوطن عشق، والوطن حب، ومنهما كان ما كان من إنجازات فنحن في ظل وطن يتقدم بخطوات سريعة، وتخطيط مدروس.
* *
الملك عبدالعزيز لم يكتف بأن وحّد هذه القارة التي كانت مشتتة في كيان واحد، وإنما أرسى مبكراً دعائم الأمن، وزرع الحب والوئام والتعاون بين المواطنين، وأنجز ما أنجز من المشروعات، ووضع الأنظمة، كما وضع خارطة طريق لأبنائه من بعده ليواصلوا مشوار التنمية، وليحافظوا على المكتسبات، وخدمة الشعب على النحو الذي سار عليه قبل وفاته ورسخه في أذهان مواطنيه.
* *
فكان ملوك المملكة من بعده، سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- أمناء في ترجمة توجيهات الملك الموحد إلى أعمال وإنجازات كبيرة، ما جعل كل ملك خلف يواصل ما بدأ به الملك السلف، وهكذا رأينا في عهد كل ملك من الإنجازات ما جعل هذه البلاد تتقدم بسرعة مذهلة في كل مجال وميدان.
* *
ليأتي الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بهمة عالية، وخبرة واسعة، وطموح لا حدود له باستكمال وتطوير كل ما تم في المملكة على أيدي ملوكها السابقين، وشهد عهده الانفتاح في تمكين المرأة في كل مجال، وتحسين جودة الحياة، وإكمال ما كان من نقص أو عمل لم يستكمل بعد، فرأينا التوسع في الترفيه، والرياضة، والثقافة، والسياحة، وتجميل المدن، وغيرها كثير.
* *
وحين يذكر عهد الملك سلمان بكل هذا التميز الذي لا يمكن حصره في بضع كلمات، فلابد أن يكون ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- حاضراً، فهو مهندس رؤية المملكة 2030، وهو قائد التغيير، وهو عضد الملك في كل إنجاز تم تحقيقه، ومن فكره ورؤاه ولدت الكثير من المبادرات، بما فيها مبادرة القضاء على الفساد، وتحسين المدن، وإطلاق المشروعات العملاقة مثل نيوم، والبحر الأحمر، والدرعية، وجدة التاريخية، والقدية، وما إلى ذلك مما لا يمكن حصره، ففي فترة زمنية قصيرة، أصبحت المملكة في عهد الملك سلمان رائدة في التنمية والاقتصاد، ومصدر إلهام في محاكاة الآخرين لها في كثير من مبادراتها، كل عام والوطن بخير.