د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي
في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام تحتفل المملكة العربية السعودية بأعظم يوم في تاريخها الحديث، حيث نحتفل جميعاً هذه الأيام بالذكرى الـ 91 لتوحيد المملكة على يد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله، إذ ترتسم الفرحة على وجوه الصغار والكبار في كل مناطق المملكة ابتهاجاً بذكرى يوم الفتح والنصر والتأسيس.
إن الاحتفال بهذا اليوم المبارك والفرحة التي تعم أرجاء الوطن لهي دلالة على تجسيد مفهوم الوحدة والتكاتف ومعنى توحيد المملكة أرضاً وإنساناً، فهو يوم فرح لكافة أبناء المملكة، لأنهم يدركون أهمية هذه الذكرى ويظهرون أروع أنواع التلاحم والحب بين المواطنين والقيادة، احتفالاً وابتهاجاً بهذه المناسبة الوطنية التي جسَّدت بطولات الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ورجاله المخلصين، تلك البطولات التي أفضت إلى قيام هذا الوطن الكبير العملاق وهذه الثوابت التي ميزت المملكة عن غيرها من البلاد، من حيث وحدة الصف ووحدة الكلمة والولاء والوفاء لولاة الأمر - حفظهم الله - مما شكل أساساً للتقدم والبناء والأمن والاستقرار.
لقد وضع الملك المؤسس - طيب الله ثراه - الأساس المتين الذي قامت عليه المملكة ككيان قوي عملاق، وركز ملوك هذه البلاد المباركة جيلاً بعد جيل جهدهم للبناء والعلم والتقدم والازدهار، من أجل أن تصبح المملكة العربية السعودية في مقدمة الأمم وكان لهم ذلك.
وفي هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حققت المملكة معدلات عالية على صعيد التنمية والإصلاح الاقتصادي والنمو والتوسع في مختلف القطاعات ، فبلادنا اليوم من أكبر عشرين دولة اقتصادياً في العالم، وأكبر وأقوى اقتصاد بالشرق الأوسط، وأكبر مصدر للنفط بالعالم، ولم تتوقف عجلة التطور عند هذا الحد، بل تم إقرار رؤية المملكة رؤية 2030، عنوانها تنويع مصادر الدخل غير النفطية، وخلال الفترة الماضية تم تنفيذ العديد من خطط الرؤية، وأثمرت بوادرها بنجاح يفوق المتوقع وتم عمل إصلاحات اقتصادية كانت لها نتائجها الإيجابية الواضحة، وفي القريب بإذن الله سوف تجني المملكة ثمار هذه الرؤية العظيمة وما غرسه مهندسها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي رفع شعار محاربة الفساد والفاسدين، كل هذه الإنجازات جاءت عبر خطط مدروسة، ورؤى عميقة وأفكار هادفة.
احتفالنا بهذه المناسبة السعيدة يأتي هذا العام وبلادنا تمر بمرحلة نماء وتقدم وازدهار وهي تتجاوز فترة جائحة كورونا باقتصاد متعافى وراسخ وقوي وبتوسع ملحوظ في مجال الاستثمار والخدمات والتصنيع وتجسيد مستهدفات رؤية 2030 خلال الفترة الماضية من عمرها وكذلك إسهام قطاعات مهمة في رفد الاقتصاد الوطني مثل الترفيه والسياحة والتعدين غير النفطي والصناعة وغيرها من الموارد التي تضمنتها الرؤية الثاقبة.
نحتفل بالذكرى الـ 91 وبلادنا ترفل في ثوب الأمن والمنعة والاستقرار والتنمية والقدرات المالية العالية التي واجهت أعتى التحديات بكل قوة وصمود، ونتطلع إلى المزيد من النماء والازدهار في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله، وفي ظل تحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي حملت كل آمال وتطلعات المواطن السعودي بوطن فوق هام السحاب.
وبهذه المناسبة أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وإلى كافة أبناء الشعب السعودي بالذكرى الحادية والتسعين لليوم الوطني، سائلاً الله تعالى أن يديم على بلادنا الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء والازدهار.