إبراهيم بن سعد الماجد
اليوم الوطني لبلادنا العظيمة، الذي نتذكره كل عام في مثل هذا الوقت، لنشكر الله الذي أنعم علينا بهذه الوحدة، وهذا الوطن الذي صار مضرب المثل في كل شؤون الدين والدنيا.
اليوم الوطني 91 يحل ومسيرتنا -بحمد الله - ما زالت تشق طريقها تنميةً وبناءً، ووحدتنا هي النموذج الأفضل، بل الأوحد، قيادة وشعب، يداً واحدة، على قلب رجل واحد.
إن مما نتذكره فنشكر الله عليه أن ما كان قبل 91 عامًا مضرب العجب لدى ساسة العالم، حيث كان الملك الموحّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ما زال اليوم مضرب الإعجاب والإكبار في سياسات هذا الوطن العظيم، هذا الوطن الذي تجاوز كل الصعاب التي مرت بالعالم نتيجة لأزمات اقتصادية مختلفة، فكانت الدولة الأكثر ثباتًا، والأكثر نماءً رغم كل الصعوبات، وكانت الدولة التي يسعى كل ساسة واقتصاديي العالم إلى توثيق العلاقة بها.
الملك عبدالعزيز كان مثار إعجاب الساسة والمثقفين الغربيين، وقد قال عنه الكثير مقولات خلدها التاريخ، وما ذلك إلى لعظم دلالاتها على تفرّد هذا الزعيم.
يقول المستشرق السياسي «أنتوني ناتنج»: عن إنجازات الملك عبدالعزيز: «إنها من أكبر المعجزات بكل المقاييس العلمية»، وأن توطين البدو أكبر عملية توطين في التاريخ.
ويصف المستشرق «ك.س. تويتشل» الخبرة السياسية للملك عبدالعزيز قائلاً: إنه «من أشهر رجالات العصر، ولم يجتمع الجزيرة العربية تحت رجل واحد ما اجتمع لابن سعود منذ زمان طويل.
ويقول المستشرق «كينيث وليامز» في كتاب له صدر سنة 1933م (هل بين ملوك المشرق من يضارع ابن سعود؟ لا أذكر حاكمًا قويًا يخشى الله قد وصل إلى مكانة هذا المليك، فلا شك أنه لا يعدله ملك في العالم الإسلامي؛ فهو الجندي الباسل والمصلح الكبير، والمخلص لدين الله، والإنسان الكريم الصريح الثابت، الذكي الشجاع المتواضع)
الأديب فهد المارك - رحمه الله - وهو قائد الفوج السعودي لإنقاذ فلسطين، ألَّف كتاباً سماه «من شيم الملك عبدالعزيز»، تناول فيها كرم أخلاق الملك عبدالعزيز وشيمه، ومن بين القصص التي ذكرها، قصة رجل جاء يشكو إلى الملك ما يعانيه من الديون التي تراكمت عليه وأثقلت كاهله، وليس لديه قدرة على أن يسدِّد ما يطلبه منه الدائنون، فأمر الملك بأن يحقق في أمره، وقد أثبت المحققون أن الرجل مطلوب منه مائة جنيه من الذهب، فكتب له على الفور بخط يده «1000» - بدلاً من أن تكون مائة، وعندما ذهب الرجل إلى «شلهوب» المسؤول عن المالية، نظر إلى المبلغ فوجده يزيد عشرة أضعاف على دين الرجل، فعاد شلهوب إلى الملك وأخبره بهذه الزيادة، فما كان من الملك عبدالعزيز إلا أن قال «ليس القلم بأكرم مني»!
واليوم ونحن نتذكر لنشكر الله على ما أفاء به علينا من نعم تترى، نقف اعتزازاً بهذه النقلة النوعية المذهلة في تصنيفات بلادنا عالميًا، في مجالات مختلفة، نذكر منها:
1 - الثانية رقميًا بين دول العشرين.
2 - الأولى عربيًا والثالثة عالميًا في تقديم المساعدات الإنسانية.
3 - الأولى عربيًا في البحث العلمي.
4 - 15 جامعة سعودية ضمن أفضل الجامعات العالمية.
5 - ثلاثة مواني سعودية ضمن أكبر 100 ميناء في العالم.
6 - مطارات المملكة ضمن قائمة أفضل 100 مطار في العالم.
7 - ثلاث جوائز للمركز الوطني لنظم الموارد الحكومية.
8 - الاعتراف الدولي بالمركز السعودي للاعتماد.
9 - رخصة (كايت مارك) لشركة البحر الأحمر.
10 - اعتماد أكاديمية التعليم العالي البريطانية لبرنامج التطوير المهني.
وغير ذلك من الإنجازات العلمية والتقنية الرقمية التي تمت جميعها بأيد سعودية.
تحية لقيادة هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في هذا اليوم الأغر، والله نسأل أن يديم على وطننا أمنه وإيمانه وعزه واستقراره.