صبحي شبانة
الأيام التي يجود بها التاريخ معدودات، هي فيض من الله على الإنسانية، فكما يختار زمانها يصطفي رجالها، اليوم الوطني السعودي هو يوم من أيام التاريخ التي امتدت آثاره لتعم الإنسانية خيراً وعزاً ورخاء، 91 عاماً مرت على توحيد المملكة وهي تساهم في صناعة مستقبل البشرية، وتصحيح مسارات أجيالها، لم تكن الحياة قبل تسعة عقود في هذه المنطقة المباركة من العالم توحي بما هو واقع معاش ومعاصر الآن، كانت، أراض جدباء، صحراء قائظه، قبائل متناحرة، لا تجتمع إلا على التقاتل، البدائية والبداوة سائدة، ماذا جرى؟، وما الذي يجري؟، جيل يسلم جيل، التفاني والإنجاز تلو الإنجاز، وتحقيق المستحيل هي العناوين الأبرز في هذه البلاد الطيب أهلها منذ أن جمع الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- الشتات على كلمة التوحيد، تسعة عقود في عمر الزمان تعادل تسع ثواني حسب نظريات معدل التسارع في الزمن، ماذا كان يمكن أن يكتب مؤلف كتاب قصة الحضارة الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت لو قدر له أن يعيش في العصر السعودي ويشهد هذا الإنجاز والإعجاز الحضاري والمدني والبنيوي الذي طال وعم كل شيء على أرض المملكة، شيء يفوق الخيال بل ما هو أبعد من الخيال بكثير، بالتأكيد أن ما حدث ويحدث على الأراضي السعودية كان سيكون ملهماً له، ويزيد فصول كتابه بمجلدات أخرى، ما يحدث هنا لا يضاهيه إنجاز آخر على سطح الكرة الأرضية، الحب بين ملك عادل وشعب يدين بالولاء يصنع المعجزات، التمازج بين الراعي والرعية يصنع المستحيل، حالة نادرة من المحبة والوفاء والولاء والترابط والانسجام بين الملك وولي عهده من جهة والشعب من جهة أخرى، حالة من الرضا الشعبي بحجم الإنجازات التنموية التي تتحقق كل ساعة، تجدها ماثلة في كل مجال وفي كل مكان، شواهدها حاضرة في كل موقع، وكل شارع، وفي كل ميدان، يعيشها المواطن والمقيم ويلمسها في كافة مناحي الحياة، نهضة شيدها الملك الموحد، وتعهدها أبناؤه البررة من بعده على أسس صلبة، وقيم راسخة، جوهرها عقيدة التوحيد التي جمعت الشتات تحت راية الحق والعدل والإخاء والمساواة، راية لا إله إلا الله، لتصبح المملكة دولة عصرية تحتل مكانتها بين دول العالم الأول الأكثر تقدماً وحداثة ومدنية، وترتفع هامات أبنائها فخراً واعتزازاً، بفضل ما شيدوه من إنجازات يجب علينا أن نفخر بها.
يخطئ من يظن أو يعتقد أن اليوم الوطني للمملكة شأن سعودي فقط، فهو يوم للإنسانية بامتياز، هذه الأرض الطيبة المباركة تستضيف أكثر من 150 جنسية، عمل فيها أكثر من مائة مليون أجنبي خلال العقود الماضية، ويعتاش عليها حالياً ما يقرب من عشرة ملايين مقيم، تتوزع أهاليهم وأسرهم في مختلف قارات العالم، ويزور المملكة سنوياً أكثر من 30 مليون إنسان يفدون إليها من شتى أصقاع الأرض، ألا تمنح هذه الأرقام المملكة الحق في أن تضع منظمة الأمم المتحدة اليوم الوطني السعودي ضمن الأعياد التي يحتفي بها العالم كل عام، وأين موسوعة جينيس من هذه الأرقام؟.
سؤال ربما يجد لدى الهيئة السعودية للترفيه صداه، كل عام والمملكة ملكاً وولياً للعهد وشعباً وحكومة بخير.
** **
- مدير مكتب مؤسسة روز اليوسف الصحفية بالمملكة