يبتهج المواطنون في جميع أنحاء المملكة بمناسبة الذكرى الـ 91 لليوم الوطني الذي يوافق 23 سبتمير من كل عام، هذا اليوم التاريخي الذي سجل ملحمة التوحيد في صفحاته الناصعة بأحرف من نور، اليوم الذي وحَّد فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - البلاد، وأنهى الخلافات والاحتلااب والانقسام والشتات وأعلن قيام المملكة العربية السعودية، حيث ارتفع علم التوحيد مرفرفاً خفاقاً في سمائها معلناً عن ميلاد وطن عملاق ولد قوياً ولعب دوراً مؤثراً في مجريات الأحداث العالمية.
هذه الذكرى الغالية على الجميع يتجسد فيها الوفاء لهذا الوطن المعطاء، ويتجدد فيها الولاء لولاة الأمر - حفظهم الله - الذين قادوا البلاد بالحكمة والحنكة والرأي السديد، وضعوا مصلحة الوطن وتطوره وتنميته على رأس أولوياتهم، وفوق كل الاعتبارات فحققوا الأمن والأمان والاستقرار والتنمية، واهتموا برفاهية المواطن وراحته وتلبية احتياجاته، فتحققت الوفرة والرخاء وتوفرت الخدمات وكل وسائل الراحة، وعمت التنمية أرجاء الوطن وأصبح الأمن والأمان والاستقرار عنوان المملكة الذي جذب لها الاستثمارات من كل حدب وصوب. العبقرية التي وحَّدت البلاد وأسست لقيام المملكة العربية السعودية وجعلتها رقماً مهماً في كل المعادلات الدولية، أصبحت حكمة ونبراساً لكل جيل ونظرة ثاقبة تواكب تطورات العصر وتطلعات الوطن وطموحات أبنائه حتى أفرزت رؤية 2030 الهادفة إلى نقل المملكة إلى مصاف الدول الأكثر تطوراً في مجال الاقتصاد والتنمية والمال والتقنية والتصنيع والرقي والتقدم - بإذن الله - حيث أسهمت ابتكارات سمو ولي العهد في تعزيز مكانة المملكة عالمياً.
نحتفل بهذه المناسبة السعيدة في ذكراها الـ 91 وقد جسدت المملكة العربية السعودية ريادتها في مجال الإنسانية، وأكدت أنها تضع الإنسان على رأس الأولويات، من خلال عبورها أزمة جائحة كورونا - التي شكلت تحدياً كبيراً لكل دول العالم - بحكمة وقدرة عالية في إدارة الأزمات وفي معالجة الأوضاع بحكمة واهتمام بصحة كل من يقيم على أرض الحرمين الشريفين، وجابهت الأزمة بخبرة ودراية وإمكانيات عالية أشادت بها المنظمات الدولية، ورسخت مفهوم (الإنسان أولاً) باعتباره أحد أولويات التأسيس والتوحيد، حيث ظلت حياة الإنسان وسلامته تتصدر الاهتمامات منذ تأسيس المملكة العربية السعودية حتى يومنا هذا، وإلى ما بعد إن شاء الله.
إن حكمة المؤسس وعبقريته التي وحَّدت المملكة ووضعت لها خارطة المستقبل الواعد قد أثمرت وحققت الكثير من المنجزات في المراحل اللاحقة، وأنجزت وثبات تنموية كبرى، ونقلات اقتصادية واجتماعية وسياسية ملموسة، ونهضة في مختلف المجالات، وتوالت المنجزات وتجسدت التطلعات حتى جاء هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، هذا العهد الذي شهد تطوراً ونمواً منقطع النظير في مختلف القطاعات، وشهد العديد من الإنجازات، وتحقق فيه المزيد من الأمن والاستقرار والتنمية، وأصبحت بلادنا - ولله الحمد - تنعم بتماسك الجبهة الداخلية وتكاتف المواطنين ورجال الأمن وتلاحم الجميع مع القيادة الحكيمة - أيدها الله - والتفافهم حولها لتصبح الجبهة الداخلية صخرة تتحطم عليها كل سهام أعداء الوطن وكل المتربصين والطامعين.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله.
** **
- سعد بن عجلان العجلان