نظن نحن السعوديين في كل عام ونحن نحتفل مع قيادتنا بيومنا الوطني أن همتنا بلغت بنا القمة، لنكتشف بعد ذلك أننا ما زلنا صاعدين إلى قمم أخرى وإن كل يوم يشرق هو تحد آخر وحلم آخر وتذكرة أخرى تسافر بنا نحو السعودية الجديدة، السعودية القوية، عندما حدد الجغرافي الأمريكي (سبيكمان مان) عناصر القوة لأي دولة لخصها في: مساحة الأرض، طبيعة الحدود وشكلها، حجم السكان، الموارد الأولية، القوة المالية، التجانس البشري، درجة التكامل الاجتماعي، الاستقرار السياسي والروح القومية.
وبالنظر لمقولة (سبيكمان مان) وما أضافه لها أحد أشهر رواد القرن العشرين في مجال الدراسات السياسية الدولية (رودلف شتاينميتز) عاملي: (إبعاد المجال الأرضي وطبيعة القيادة) بالنظر لتلك العوامل لا نجد دولة تمتلك العلامة الكاملة في هذه العناصر كالمملكة العربية السعودية، وهو ما يؤهلها لتكون دولة قوية وفاعلة ودون منافس في المنطقة، إضافة إلى عامل آخر لم يذكره المؤرخون السياسيون لندرته وعدم توفره لكل الدول وهو العامل الروحي والديني الذي تنفرد به المملكة العربية السعودية ويمنحها قوة إضافية أخرى.
هذه العناصر لم تكن مفقودة أو مغيبة، لكنها كانت كامنة وغير مفعلة بالمطلق، حتى تسنم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله مقاليد الحكم، وسعى منذ اللحظة الأولى إلى استثمار هذه الإمكانات وتفجير هذه الطاقات، ولجعل المملكة تقف في المكان الذي تستحق الذي تؤهله لها قدراتها العظيمة وشعبها الشاب الطموح والمخلص.
واختار من أجل السعي نحو هذا الطموح ولي عهد شاب يفهم لغة العصر وذهنية الشعب الشاب المتوثب ويفهم مفردات التحدي والإصرار والمضي دون وجل، وكان سمو ولي العهد على العهد وعلى الموعد.
ومنذ اللحظة الأولى تفجرت لحظة تأريخية عظيمة لا تتكرر كثيراً في حياة الأمم، لحظت غيرت وجه المملكة العربية السعودية ووجه المنطقة بالكامل.
وبالطبع وكما تعرف القيادة الواعية مسبقاً ان هذه التحولات لن تعجب الأعداء وحتى بعض الأصدقاء، لكنها كانت قد أخذت بيعة شعب عظيم يقف خلفها بالمطلق، ومضت دون وجل ودون تردد لصياغة ومأسسة السعودية الجديدة، السعودية القوية والسعودية المختلفة.
وأملت على العالم كله حتى تلك الدول التي تدعي أنها عظمى، أملت عليها إعادة صياغة العلاقات ولغة المصالح وبما يتفق مع مصالح شعب المملكة العربية السعودية أولا وما يضيف إلى رصيدها الديني والسياسي والأخلاقي بعدا آخر.
وهي لم تفعل ذلك أو تطلبه اعتباطا ولكنه حق مستحق كونها تدرك عناصر القوة الكاملة التي تمتلكها، عناصر تجعلها في مقدمة دول العالم وفي كل المجالات.
وهي تعرف وترى البعض يحاول لعب دورها ودور الدول العظمى دون أن يمتلك أي من أدواتها، لكنها لا تهتم، وتمضي فارضة إرادتها وبالطريقة التي تمليها مصالحة ومصالح شعبها وما يوازي مقدراتها الكبيرة.
ونحن شعب المملكة العربية السعودية نهنئ قيادتنا بهذا العيد المختلف ونتشارك معها الشعور بالفخر والابتهاج، وعشق المغامرة والتحدي، شعور مواطنين سعداء أحرار في دولة قوية راسخة اسمها المملكة العربية السعودية العظيمة يقودها ملك مهاب، الملك سلمان بن عبد العزيز.
** **
- عمرو العامري