نعيش هذه الأيام أفراح الذكرى الحادية والتسعون لليوم الوطني لقيام المملكة العربية السعودية، وبلادنا ترفل في ثياب العز والمنعة والأمن والاستقرار، وتتأهب لتحقيق وثبة نوعية جديدة على صعيد التطور الاقتصادي والتنمية والبناء، ونحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً تغمرنا سعادة عميقة ويحفنا عبق التاريخ والحضارة والإحساس بالفخر والاعتزاز، مستشعرين الجهود التي بذلت في تأسيس هذا الوطن الكبير وبنائه بالصورة التي جعلته مميزاً ومصنفاً بين الكبار، ليس في حجمه وامتداده وحسب، بل أيضاً في توجهه وطموح أبنائه ونظرتهم المستقبلية الهادفة إلى الإصلاح والتطوير والتغيير الإيجابي واللحاق بركب التقدم والازدهار.
المملكة العربية السعودية تشهد اليوم خططاً استراتيجية واعية، ورؤى وأفكاراً عميقة، وتحولاً حقيقياً نحو المستقبل، وسعياً لتحقيق الرفاهية للمواطن وإصلاح الاقتصاد من خلال خطوات جادة تؤكد عزم القيادة الرشيدة - أيدها الله - على طرق أبواب المستقبل بقوة، والتزام خطى المؤسس -رحمه الله- الذي أسس وطناً لا يعرف طموحه حدوداً بل يتطلع إلى الأمام ويواكب إيقاع العالم من حوله، حتى أصبح فاعلاً ومتفاعلاً ورقماً مهماً في التحولات الدولية.
إن الاحتفال بذكرى هذا اليوم التاريخي في كل عام يأتي للتأمل في المنعطف الكبير الذي عبرته المملكة العربية السعودية في هذا اليوم الحاسم في تاريخها، واستلهاماً لقيم البدايات واستحضار الأدوات والأسباب التي تمت لتحقيق النصر وقيام هذا الوطن الكبير، وذلك من أجل الاستفادة منها في مسيرة البناء، وتجسيد الطموحات، وتحقيق المزيد من المنجزات، وتبصير الأجيال الواعدة بقيمة التضحيات والمجاهدات التي صنعت هذا التاريخ الاستثنائي.
وبناءً على هذه الحقائق والمعطيات نجد أن اللحمة الوطنية هي الضامن والرهان الفعلي للأمن والاستقرار وتجسيد آمال المستقبل الزاهر، وتحقيق الوفرة والرخاء والرفاهية والتنمية المستدامة، وهذه اللحمة التي نشاهدها اليوم بين القيادة والمواطنين، تشكل أجمل لوحة فريدة في هذا الزمن، وتمثل الهوية الحقيقية لهذا الوطن العملاق بطموح أبنائه ورؤية قيادته وشموخ تاريخه ورسوخ أركانه، كل هذه المقومات والقدرات جعلته يلعب دوراً مؤثراً على خارطة العالم، أمنياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً.
إن فرحتنا بالذكرى الحادية والتسعين لليوم الوطني تحتم علينا تعزيز وحدتنا في مواجهة المهددات والتحديات لأن يومنا الوطني هو رمز وحدة الصف والكلمة واللحمة مع قيادتنا الرشيدة لبلوغ آمالنا وتطلعاتنا، ووحدتنا هي نبراس نهضتنا وطريقنا لتحقيق المزيد من المنجزات بالجد والتضحيات ووضع مصلحة الوطن ومستقبله وأمنه واستقراره فوق كل اعتبار، لأن توحيد المملكة تحقق بجهد الرجال وتوحيد كلمتهم ورؤاهم وأفكارهم، وعزمهم وإصرارهم وإخلاصهم لوطنهم.
وقد أثبتت الرؤية الثاقبة 2030 أنها تمثل خارطة طريق واضحة المعالم لمستقبل هذا الوطن وتنميته وتعزيز اقتصاده ورفاهية أبنائه والدفع ببلادنا إلى المزيد من التطور والازدهار والقوة والمنعة، وهذا هو سر تكاتف المواطنين والمسؤولين وحرصهم على دعم الرؤية والعمل بكل جهد وإخلاص على تحقيق أهدافها وتجسيد مضامينها، وترجمة الأهداف السامية وتحقيق التحول الاستراتيجي الذي يحمل ملامح المستقبل الزاهر لبلادنا، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله-.
** **
الدكتور حمد بن دباس السويلم - رئيس المجلس البلدي بثادق