بمناسبة ذكرى اليوم الوطني 91 للمملكة العربية السعودية الموافق 23 سبتمبر.. أكتب عن جانب التطور التعليمي القادم، المواكب لنهضة الحياة اليومية, كل عام وبلادي الغالية من تطور إلى تطور يخدم المواطن والمجتمع.
لم تكن مراحل التعليم في وقتنا الحاضر سهلة بل تحت دوامة طويلة من الخطوات التقنية المزدهرة، يعرف التعليم عن بعد بأنه مجموعة عمليات إجرائية، لنقل المعرفة إلى المتعلم في موقع إقامة عمله، بدلاً من حضوره شخصياً في المؤسسة التعليمية.
أصبح التعليم عن بعد ضرورة حتمية فرضتها تداعيات الحاضر وتطلعات المستقبل، إسناداً لما تشير إليه النسب والخطط العالمية على مستوى عالمي ضخم، عملت بلادنا بشتاء الطرق لراحة الطالب والمعلم والقائد المراقب بكل أريحية في أجواء تدرجها نحو تحول نموذجي في ظل جائحة كورنا إلى وصول سهل ومقتدر عليه لموازاة اختلاف نسب النجاح في بعض البلدان.
تسعى الجهات المعنية على المستويات الوطنية إلى تفحص هذه التجربة على ضوء ما تشهده منذ نحو سنة لاستكشاف تحدياتها وتطويرها حينما تستوجب التطوير من خلال البرامج التقنية والمراسلات البريدية الرقمية وما استحدث من أجهزة الحوسبة الثابتة والمحمولة وغيرها من أجهزة الاتصال الذكي بأنماط متعددة ومتزامنة تحرر من خلال الوقت ووضع المصادر وخطط التدريس والتقويم على المنصة التعليمية ودخولها في أي وقت.
أصبح التعليم عن بعد يعول عليه باعتباره مكملاً رئيساً للتعليم المدرسي والأكاديمي ما أوجدته تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة فهي قادرة على مواجهة التحديات التي يواجهها التعليم اليوم مع أقصى استفادة من التعليم عن بعد.
ظهرت تطبيقات جديدة تعمل بتقنية إنترنت الأشياء التي يرى خبراء التعليم أنها سوف تحسن بشكل كبير عمليات التعليم والتعلم في المستقبل.
أثبت التعليم عن بعد أنه الحل المثالي الذي يمكن الاعتماد عليه ليس فقط من أجل استمرارية التعليم ولكن أيضاً للحفاظ على صحة الطلاب والمعلمين خلال فترات الحجر الصحي.
لاشك في أن الأضرار على مواصلة التعليم عن بعد أعطى قبلة الحياة للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030م الذي ينص على ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة, للجميع حتى يوفر التعليم عن بعد متطلبات أساسية لجودته ويؤتي ثماره أن يبني على قواعد متينة من الإعداد والتخطيط الجيد التي تصل به إلى مستوى مقبول من الجودة ومن أهمها: صناعة المحتوى الرقمي كالقنوات التعليمية عبر الويب واليوتيوب والدروس المتوافرة عبر المنصات ليست كفيلة وحدها بتلبية أهداف المقررات، ومن الضروري التوجه نحو إنتاج محتوى خاص وهذا يتطلب إلماماً كاملاً بالمادة التعليمية ومعرفة باستراتيجيات تدريسها وإيصالها إلى المتعلمين على اختلاف الفروق الفردية بينهم، مع ضرورة توافر معايير واضحة من حيث المضمون، والاخراج، وما يجب أن يتضمنه كل درس من صور وبيانات توضيحية وأنشطة تعليمية تفاعلية هي تجربة ثرية ممتدة قد اتسعت دائرة انتشارها من خلال العامين الماضيين بعد أن فرضت الجائحة العزلة الاجتماعية على العالم أجمع!.
وبفضل تكاتف الجهود بين هيئات ووزارات عديدة في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها وزارة التعليم تم إنشاء وتحديث منصات تعليمية تقدم خدماتها المجانية لعموم الطلاب، وأثبتت جدارتها في استمرارية التعليم وعدم انقطاعه وفي الوقت نفسه الحفاظ على صحة وسلامة الطلاب.
وبحسب تقارير عالمية صادرة عن الاتحاد العالمي للتعليم الإلكتروني والجمعية الدولية لتقنيات التعليم الإلكتروني والجمعية الدولية لتقنيات التعليم واليونسكو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن من أهم سمات وخصائص التجربة السعودية في التعليم عن بعد وهو التنوع في الخيارات المتاحة، حيث المحتوى الرقمي الثري والقنوات الفضائية للتعليم العام مثال (قناة عين التعليمية) وغيرها.
ومن أهم الأنظمة: نظام التعليم الموحد أحد الأنظمة الإلكترونية الحديثة التي تعمل على تقديم بيئة مختلفة للطلاب تساعدهم على تنمية مهاراتهم، وتكون في الوقت نفسه مكملة للحصص سواء داخل المدرسة أو في خارجها، تستهدف تلك المنظومة كافة المنسوبين إلى النظام التعليمي سواء كانوا طلاباً أو أولياء أمور، وقد تم دمج هذه المنظومة مع منصة مدرستي التي تتضمن حزماً واسعة من الأدوات التعليمية المساندة لتخطيط وتنفيذ العملية التعليمية عبر الفصول الافتراضية.
كما تم إطلاق عديد من المنصات التعليمية لمستوى التعليم الجامعي والتي تحتوي على مليون و421 ألف محتوى تعليمي رقمي يشمل المقررات الدراسية والمصادر التعليمية التي تأتي من صور وسائط متعددة (مرئية، مسموعة، مقروءة).
ما بين الفرص والتحديات يمضي قطار التعليم عن بعد سريعاً ليدفع بقوة نحو نظم تعليمية جديدة تستفيد من معطيات تقنيات العصر، خاصة المجال التعليمي لطموح أكبر وتقدم أفضل..!
** **
- سلطانة الحيسوني