عام يأتي وعام يمضي وكل عام يخلد حب الوطن أكثر من العام الذي مضى. اليوم الوطني هو لحمة وتضامن ورفعة لكل فرد في مجتمعنا وهو حدث تاريخي سيظل يذكره كل مواطن على هذه الأرض الطاهرة. يوم الوطن العظيم في الثالث والعشرين من كل عام حيث يمجد ذلك اليوم ذكرى توحيد المملكة، وتجسيداً لترابط القيادة والشعب تحت راية التوحيد وفرحة تجسد الازدهار والنهضة والحضارة والبذل والعطاء والإصرار والتقدم الدائم لجعل وطننا في مصاف الدول المتقدمة بسواعد أبنائه وعزم قيادته وتاريخ مبهر عريق يحكي مدى قدرة أبنائنا وتضحية أجدادنا. اليوم الوطني السعودي يحكي 91 عاماً من السمو والأمن والأمان والتطور والرقي، وهو يوم مجيد من أيام التاريخ والبطولة والتضحية نستحضره كل عام ونتذكر ماضيه ونعتز بحاضره الجميل. وهذا اليوم هو يوم الوطن الذي أطلق فيه الملك المؤسس اسم (المملكة العربية السعودية) على أرجاء البلاد، بعد جهاد استمر اثنين وثلاثين عامًا، أرسى خلاله قواعد هذا البنيان على هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين -صلى الله عليه وسلم -سائرًا في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود. ونشأت آنذاك دولة فتية تزهو بتطبيق العقيدة الإسلامية، وتصدح بتعاليمها السمحة وقيمها الإنسانية في كل أصقاع الدنيا ناشرةً السلام والخير والدعوة المباركة باحثةً عن العلم والتطور سائرةً بخطى حثيثة نحو غدٍ أفضل لشعبها وللأمة الإسلامية والعالم أجمع. وكانت هذه الانطلاقة فخر التاريخ ورمز الأصالة العربية، وبانية هذا الصرح العظيم. وهذا اليوم ليس مجرد ذكرى وطنية تنتهي بانتهاء الحدث أو بانتهاء اليوم أو بانتهاء ساعاته ودقائقه وثوانيه، بل هو عمل مستدام يعزز النماء والازدهار ويرسخ معاني الولاء والانتماء والاعتزاز.
الاحتفاء باليوم الوطني ما هو إلا حكاية تروي الانتماء في أجمل رواية وطنية وذكرى 91 عاماً من مسيرة وبناء وطن ومواطن على خطى الثبات على المبادئ والقيم الدينية ومنهج التوحيد وحمل رسالة الإسلام إلى العالم أجمع. واعتزاز المواطن بدينه ووطنه تحت ظل حكومة رشيدة جعلته أول أهدافها نحو تطويره وتمكينه ليرتقي بين شعوب العالم بكل فخر وعزة. تمرُّ بنا مناسبة اليوم الوطني ونحن نعيش واقعًا مشرقًا أرساه المؤسس الباني الملك عبد العزيز -رحمه الله-، نستعيد مناقب ذلك البطل، الذي قال: «أنا لست من رجال القول الذين يرمون اللفظ بغير حساب، أنا رجل عمل إذا قلت فعلت وعيب علي في ديني وشرفي أن أقول قولاً لا أتبعه بالعمل وهذا شيء ما اعتدت عليه ولا أحب أن أتعوده أبدًا». نعم كان صادق القول، إذا قالَ عمل وإذا عَمل أنجز. كان صاحب مبدأ وصاحِب مَنهج سار عليه أبناؤه من بعده مُتَتبعين خطاه مع إضافة المزيد من الإنجازات التي تسجل لهم في التاريخ بمداد من ذهب. اللهم اجعل وطننا عامراً بالأفراح والمسرات وهو ينعم بالأمن والأمان والسلامة والإسلام والعطاء والخيرات.
** **
- الريم بنت محمد