تشهد مملكتنا الغالية ذكرى عزيزة على كل مواطن ومقيم على ثرى هذه الأرض المباركة، تتمثل في ذكرى اليوم الوطني الـ 91 للانطلاقة التاريخية لمؤسِّس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.
هذه الذكرى التي تمس عاطفة أبناء هذا البلد الغالي، الذين يستحضرون من خلالها تلك المواقف التاريخية، التي ترتبط بوجدانهم وترمز إلى تأسيس بلادهم، ويستحضرون من خلالها ماضياً قريباً، تحوّل خلاله حلم أجدادهم على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، إلى حقيقة يلمسونها في هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية.
الملك عبدالعزيز لم يكن مخلصاً لشعبه فقط، بل أيضاً كان مشاركاً في إعادة بناء مجتمع حديث يقوم على ثقافة التنوير والتلاقح مع مستجدات العصر سياسياً واقتصادياً وثقافياً؛ مما أهّل المملكة لأن تقف في طليعة المجتمعات والدول على كافة المستويات. إن احتفالات الشعب السعودي بذكرى اليوم الوطني الـ 91 تدفعنا إلى التواصل مع النهج الذي أرساه الملك عبدالعزيز وأبناؤه الملوك من بعده، وهو نهج يمتلك مقوماته من استمرارية البناء والإصرار على الانفتاح على القرن الواحد والعشرين بصلابة وقوة، في مقابل الاعتزاز بالتاريخ الحي المتفاعل الذي يجري في عروق أبناء الشعب السعودي والاسترشاد بمكوناته كدليل على الاستمرارية والإصرار على مواصلة العطاء.
مستقبل يستمد جذوره من مبادئ المؤسس وإنجازات أبنائه الملوك، وصولاً إلى ذروة الإنجاز المتحقق عبر مسارات الرؤية السعودية 2030 في عهد القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو العهد الذي يسابق الزمن في جعل وطننا في مصاف الدول المتقدمة وجعله جاذباً للاستثمار العالمي، وهو العهد الذي سيجعلنا غير معتمدين على إنتاج البترول فقط في مصدر الدخل، وذلك بتنوع وزيادة مصادر الدخل؛ ليساهم في نمو الاقتصاد الوطني.
إن اليوم الوطني الـ 91 هو الأمل الذي يفتح أبوابه لأجيالٍ تدرك التضحيات التي تمّت من أجلهم، وسيظل دافعاً لتقديم عطاءات تتواصل في وطن الخير والعطاء.
** **
- عبدالله بن محمد حصوان بن قويد