تعيش المملكة ومواطنوها هذه الأيام نفحات الذكرى الحادية والتسعين لليوم الوطني، وهي ذكرى غالية علينا جميعاً كونها ترمز للوحدة الوطنية، ولوحدة الصف والكلمة، وهي الركائز الأساسية التي انطلق منها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود «طيب الله ثراه» لوضع الأسس المتينة والأركان الثابتة القوية لهذا الكيان الكبير، وابتهاج المواطنين في كل أرجاء المملكة بهذه الذكرى نابع من الاعتزاز والفخر بتلك القيم والمفاهيم العميقة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، وهي مرتكزات أمنية واقتصادية وإنسانية ومعرفية ومعنوية وثقافية وحضارية، أسهمت في توحيد المملكة أرضاً وإنساناً في ظل شرع الله المتين، وأوجدت أرضية راسخة للنهوض والتقدم والازدهار الذي تعيشه المملكة في حاضرها.
احتفالنا بهذه الذكرى العطرة إنما هو تجديد للولاء والوفاء للوطن وللقيادة الرشيدة «حفظها الله» واستنهاض للهمم والعمل من أجل بناء الوطن وتنميته وتقدمه وفق الرؤية الثاقبة 2030 التي تعد امتداداً طبيعياً لرؤية التوحيد التي شكلت نواة المملكة العربية السعودية قبل واحد وتسعين عاماً.
وكذلك اعتزازنا بهذه الذكرى الغالية يمثل تجسيداً لمكانة اليوم الوطني في نفوس المواطنين، وتقديرهم للجهود التي بذلت، والمجاهدات التي تمت لأجل قيام هذه الدولة التي أسست على دعائم قوية وركائز متينة جعلت للمملكة مكانةً مرموقةً بين دول العالم، وتأثيراً كبيراً على المستوى الاقتصادي والمالي والأمني والسياسي فضلاً عن ريادتها في المجال الإنساني.
الرؤى العميقة والتطورات الحديثة المتلاحقة، وما تعيشه المملكة من خطط استراتيجية ونقلات نوعية وتحول اقتصادي كبير، كلها تطورات وإنجازات تستجيب لرؤية التوحيد وعبقرية التأسيس وتطلعات البناء لهذا الوطن الشامخ، وهي حلقات لا تنفصل عن فكر التوحيد وإرادة التأسيس ومنهجية التطوير التي كانت تنظر وراء الأفق، وترمي إلى قيام دولة عملاقة ترسخ أقدامها وتحتل موقعاً مرموقاً بين الكبار.
وخلال تاريخ المملكة منذ التأسيس شكل الإنسان ركيزة البناء الأساسية، ومحور عملية التنمية والتطوير، وفي هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين نجد أن الخطط التي تعزز قدرات الكادر البشري وغيرها من التطورات التقنية الأخرى تمثل استجابة حقيقية لفكر التأسيس، ورؤية التوحيد، ولا شك أن الرؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 يشكلان أبرز العلامات الاقتصادية الفارقة على مستوى النقلات والخطط الاستراتيجية التي تستمد ألقها وبريقها من رؤية التوحيد، وتستوعب مستجدات الحاضر وتواكب متطلبات المستقبل وتطلعات الأجيال القادمة.
إن الاهتمام بالكادر الوطني تدريباً وتأهيلاً وتوظيفاً وفق متطلبات المرحلة، وتكريس ثقافة العمل من أجل الانتاج والتطوير مفهوم رفيع يجسد المعنى الحقيقي والمغزى من الاحتفال بذكرى اليوم الوطني، ويعكس الاعتزاز بما تم في هذا اليوم من منجز تاريخي يؤكد مواصلة السير على درب المؤسس «رحمه الله» وعلى خطى التوحيد، وهنا تلتقي ملحمة فكر التأسيس بلحمة رؤية البناء، وهذا هو السر وراء بناء وطن قوي قادر على مواجهة التحديات والمهددات، ظل يشق طريقه نحو الغد المشرق بسواعد بنيه وفي ظل قيادته الأمينة الحكيمة - أيدها الله، وفي كل عام يشهد الاحتفال بذكرى اليوم الوطني منجزات بقدر الطموح ونقلات تسابق الزمن وتطورات تواكب لغة العصر.
أدام الله على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والوفرة والازدهار، وحماها من كل سوء ومكروه، وأدام على قيادتنا الرشيدة نعمة الصحة والعافية، وعلى شعب المملكة النبيل.
** **
- المهندس/ عجلان بن إبراهيم العجلان