مها محمد الشريف
اليوم الخميس 23 سبتمبر يوافق اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية 2021، تاريخ يفرض على الواقع أن يترك لحظات حاضرة تظهر نسيج ظهورها كل عام، وتعيد حياكته باستمرار، تحتفل كل مؤسسات وقطاعات الدولة بهذا اليوم التاريخي ويحتفل معنا كل الدول الشقيقة والصديقة، فهذا اليوم من الأعياد مبهج ومفرح ينتظره الشعب لكي يغني وينشد ويردد أجمل العبارات ويرفع راية التوحيد.
لقد تجاوزت المملكة الفروق الزمنية والتباعد التاريخي والمراحل المختلفة، فالتجارب تتقارب وتتعايش وتتلاقح، ويكشف الموقف عن قدرة عجيبة تعجز الكلمات عن وصفها بداية من الحدود الحقيقية للمواطنة التي تكمن في الإحساس بالانتماء، إلى التاريخ الخطي الممتد والسائر والمتقدم باستمرار إلى الأمام، التاريخ الذي كتبه لنا المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
أمام هذا التاريخ المجيد قدمت حكومتنا الرشيدة خططاً استراتيجية لصورة عالم جديد، تعرضها شاشة الحاضر بتقنية المستقبل وفق رؤية 2030 الملهمة فكل شيء يولد من جديد بالشكل الذي كان عليه بفعل الزمن الذي يعده ويؤهله للمستقبل، وبما أن كل شيء معطى سلفاً عطفاً على الصيرورة التي تعود فعلاً على ذاتها كي تشكل كل شيء من جديد بشكل دائم، ففي يوم 23 سبتمبر 2021 تحتفل مملكتنا الحبيبة باليوم الوطني السعودي الـ91 تحت شعار "هي لنا دار"، وهي ذكرى الإعلان التاريخي للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عن توحيد البلاد.
وبهذه النهضة والتطور التي تعيشها بلادنا فتحت منظورات جديدة أمام المواطن والمقيم، وقطعت مسافة كبيرة من الزمن،
لتصبح أحداثا فريدة تتحول إلى مشاريع واستراتيجيات حيث أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، الذي يمثل استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محليًا وعالميًا، ويظل إنتاجا تاريخيا وابتكارا مستمرا وحرية مبدعة، فالاستثمار في الإنسان يعتبر اللبنة الأساسية
والوحدة التي يتكون منها أي مجتمع أوكيان سياسي، ليكون ثروة بشرية تؤسس بناء الأوطان وهذه تعتبر هدفا استراتيجيا يحقق رؤية المملكة.
وتشتمل استراتيجية البرنامج على ثلاث ركائز رئيسية، وهي تطوير أساس تعليمي متين ومرن للجميع، والإعداد لسوق العمل المستقبلي محلياً وعالمياً، وإتاحة فرص التعلم مدى الحياة برنامج تنمية القدرات البشرية، ويكفي المكانة الكبرى التي تحظى بها المملكة في جميع المجالات العالمية، و في إدارة الأزمات، وقدمت للعالم نموذجاً لا يختفي نشاطه المفيد في تعاملها مع تداعيات الموقف صحياً، واجتماعياً، واقتصادياً، متفرداً بقيمه الإنسانية فلم تفرق بين مواطن ووافد على ثراها، وإلى أبعد من ذلك امتدت جهود المملكة خارجياً لتساند الأسرة الدولية حمايةً لملايين البشر من خطر الجائحة.
ذلك بسبب الجهود الكبيرة التي توفر لهذا الشعب العظيم كل ما يكفل له بحياة كريمة منذ أن توحدت المملكة في ثلاث مراحل زمنية هي الماضي والحاضر والمستقبل وتظل أمجاد الماضي تترسب في الحاضر بكل أشكال قدراته وتضيء مصباح التاريخ، فالمغفور له الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- وحد هذا البلد المقدس وأثبت أن قيم وعادات الماضي أنتجت آثاراً ملموسة في الحاضر.