سهم بن ضاوي الدعجاني
يحتفي الوطن هذه الأيام بالذكرى (91) لليوم الوطني، خاصة وأن عجلة التطوير لجميع مؤسساتنا الوطنية الأذرع الحقيقية للتنمية السعودية الشاملة، تواصل بشكل متسارع وغير مسبوق تنفيذ المشروعات التعليمية والتنموية في مختلف انحاء الوطن في وقت يمر العالم بأزمات أمنية واقتصادية أعاقت الحراك التنموي، بل وأوقفته في بعض الدول، ذلك أن حكومتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تسعى إلى تحقيق جميع المتطلبات بما يكفل عيش المواطن والمقيم في حياة آمنة مطمئنة يسودها التآلف والمودة، في صورة تجسد أسمى معاني اللحمة الوطنية، في مملكة الإنسانية.
كما تحل هذه الذكرى العزيزة مناسبة سعيدة وغالية على قلوب المواطنين والمقيمين، إذ يفخر المواطن والمقيم على حد سواء بالمنجزات الريادية والنوعية لقائد مسيرتنا العظيم والتي سطرت بأحرف من نور يستضيء بها الجميع عبر أعمال يشهد لها التاريخ، إن المتتبع للمسيرة التنموية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله يجدها تعتمد على الشمولية المستمدة من تنمية الموارد البشرية وبناء الإنسان السعودي وفق رؤية طموحة وواعدة تهدف إلى إعداد أجيال من الكوادر الوطنية المتخصصة والمؤهلة والمدربة على أعلى مستوى من الخطط والبرامج والإمكانات المادية والميزانيات الضخمة التي خصصت لوضع رؤية (2030) موضع التنفيذ عبر جدول زمني دقيق تتم متابعته في كافة مفاصل الدولة، لتكون المحصلة وطناً ينعم فيه المواطن والمقيم بالرفاهية والنماء ويستظل به على جميع المستويات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والأمنية.
وما تم في إطار جائحة «كورونا» من بداية الأزمة حتى الآن دليل على حيوية القطاعات الحكومية المختلفة من خلال الوزارات المعنية بالأزمة، ويكفي ما حصل في التعليم على مستوى الوطن بشقيه التعليم العام والجامعي فلم تتعطل الدراسة يوماً واحداً، بل كانت جاهزية وزارة التعليم عالية جداً وتم تنفيذ الخطة المرسومة من خلال «التعليم عن بعد» ومنصة «مدرستي» التي أصبحت علامة فارقة في المشهد التعليمي السعودي، وخلال مشاركة وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ في الاجتماع الأخير لوزراء التربية والتعليم بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي عقد مؤخرًا عبر الاتصال المرئي قال:
إن الوزارة نفذت عددًا من المشاريع التطويرية خلال العام الدراسي الجديد وأبرزها تطوير المناهج والخطط الدراسية، وتأسيس نظام المسارات الجديد للمرحلة الثانوية وتطبيق الفصول الدراسية الثلاثة
ولا شك أن الجهود النوعية لوزارة التعليم حققت قفزات نوعية أثمرت عن «منصة مدرستي» النموذج السعودي الفريد في تقديم خدمات التعليم الإلكتروني لمراحل التعليم العام، التي صنفت ضمن أفضل سبع منصات عالمية في التعليم الإلكتروني.
وهنا تذكرت ذات يوم صيفي وأنا على ضفاف وادي حنيفة في حضرة «الدرعية» جوهرة المملكة والعاصمة الأولى للدولة السعودية والتي تضم أكبر مشروع تراثي في العالم، «الدرعية» ويحضر التأريخ والإنجاز البطولي العظيم لجلالة الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، ويستمر بيت الحكم في العناية بالدرعية ومنحها الحضور في المشهد التراثي والعمراني والعالمي، عندما يختارها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتكون مقرًا لقصر العوجا، وهو المكان الذي يقضي فيه الملك سلمان حفظه الله بعض الوقت، ويستقبل فيه عدداً من الرؤساء والملوك، وقد أطلق عليه الملك اسم «العوجا» والذي تم تشييده على طريقة العمران النجدي المميز.
ويبقى هذا قليل من كثير، مما تمثله رمزية قصر العوجا لهذا الوطن، وأبنائه، رمزية لا تخلو من ماض تليد، وحاضر حازم مشرّف، إضافة إلى مستقبل شاب، يبشر بكل الخير لهذا الوطن الحلم.
** **
- مدير مكتب التعليم بقرطبة