د. محمد بن صقر
شعب يكتب تاريخه بإنجازاته وتضحياته وأعماله وابتكاراته ومبادراته وحراكه الثقافي والفكري والسياسي, شعب يسعى لإلهام العالم بثوابته الدينية والثقافية التي يعتز بها، شعب كتب تاريخه منذ بناء الدولة التي تأسست على يد مؤسس الدولة وصدور المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351، وقضى بتحويل اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى (المملكة العربية السعودية)، وولادة تاريخ جديد بمقومات أبنائه. نسعد بيومنا الوطني.. يوم توحيد المملكة الذي يوافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام. ونسعد بطموحاتنا التي تتحقق بيد أبناء الشعب، نسعد بسعينا لأخذ مقعدنا ومكاننا الطبيعي بين الشعوب وهو المكان الأول، ونسعى بأن نكون من يأخذ زمام المبادرة في كل مجال وكل مسار وكل علم. شعب أسقط مصطلحات الإحباط والياس والفشل من قواميسه، شعب يلتف حول قيادتها في السراء والضراء، وقيادة همها الأول هو شعبها ورفاهيته, لا نساوم على ديننا الذي هو مصدر تشريعنا ولا على طاعة ولاة الأمر الذين هم صمام أمان واستقرار وطننا، مستمدين عطاءنا وقوتنا وتوكلنا من ربنا سبحانه وتعالى. لا نتوقف أبداً.. نصنع المعجزات والقصص أبطالها قيادة وشعب، ونروي الأحداث ونلهم الأجيال والعالم بملحمة خرجت من صحراء قاحلة وأنارت مشارق الأرض ومغاربها اسمها الوطن ووفاء المواطن. فلقد صنعت المملكة عبر تاريخها مكانة عظيمة لنفسها، في قلوب شعبها، وقلوب كثير من أبناء المنطقة والعالمين العربي والإسلامي، والعالم قاطبة، وأوقعت الخسارة بكثير من الأعداء الذين خسروا رهاناتهم المتعلقة بصمودها، أو اهتزاز رؤيتها أو تغييرها لمسارها الجلي والواضح في بناء السلام العالمي، وجمع شمل العرب والمسلمين. فالوطن يكسب الرهان كعادته ويعيش عاماً جديدًا بفرحة شعبة، ويثبت للعالم عبر سياسته الهادئة والمتزنة والمصحوبة بالثقة استمراره في العطاء والتجدد رغم الأزمات التي تمر بمنطقتنا العربية. وطالما أننا نعيش فصلاً جديدًا من فصول مسيرتنا بتجدد وعطاء.. فسيكتب هذا الشعب ملحمة عالمية يذكرها التاريخ عنوانها عند من يكتب الوطن تاريخه وحاضره ومستقبله فكل عام ووطننا بسلام.