عبد الاله بن سعود السعدون
في اليوم الوطني لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية والذي دخل عامه الواحد والتسعين، ومعه نعيد الذاكرة إلى الماضي القريب والبعيد، وما مرت به مملكتنا الغالية من مراحل سريعة متطورة في دفع عجلة الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وبصورة متوازية متوازنة حتى بلغت بلادنا العزيزة مصاف الدول المتطورة عالمياً بمشاركتها بمجموعة العشرين وبدرجة متقدمة، وكل ما تحقق بجهود سامية لقيادتنا العليا وبخبرة وإخلاص رجال دولتنا الرشيدة.
ونشعر بالفخر والاعتزاز بالمكاسب والمنجزات المتواصلة التي حققتها قيادتنا المخلصة، والترابط الصادق بين الشعب السعودي الوفي وقمة هرم الحكم المتمثل بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نصرهما الله وأبقاهما مصدر أمل منير للشعب العربي السعودي والأمتين العربية والإسلامية ورمزاً عالمياً مؤثراً في السياسات الإقليمية والدولية.
إن بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية بقيادتكم الحكيمة والشجاعة وريثة المجد العربي والإسلامي، فمن مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - انطلقت جيوش المسلمين لنشر دين الإسلام والدعوة إلى المبادئ السمحة التي جاء بها نداء الإسلام متجهة إلى بلاد الشام والعراق وفارس، وبتكبيرات سعد بن أبي وقاص والقعقاع - رضي الله عنهما - أبطال القادسية ما زالت تدوي في آذان أحفاد رستم والهرمزان وكسرى، ليحيل صداها رعباً وخوفاً من جند من أطاع الله قوات الحق والقوة جيش المملكة العربية السعودية، وبمساندة الأشقاء في قوات التحالف الإسلامي مسلحين بعون من الله ونصره، ومن ثم مجهزون بأحدث الأسلحة المتطورة وبأفضل المعدات العسكرية في العالم، الجوية منها والبحرية والبرية والصواريخ الاستراتيجية، والمثال الحي على ذلك مشاركة دول عربية وإسلامية بكل صنوف جيوشها الحديثة، متفقين على قيادة واحدة لدحر الإرهاب والطائفية ونصراً للشرعية في اليمن الشقيق.
وتبرز سياستنا الخارجية الرزينة والفعالة في تحقيق المراكز المتقدمة في عالم الدبلوماسية الصادقة في مجالها الإقليمي والدولي والمعتمدة على الثقة والاحترام والتمسك بكل المواثيق والمعاهدات الدولية حتى غدت رمزاً للدبلوماسية الناجحة ولازمت مسيرتها الصادقة منذ أن أرسى أسسها الأولى رائدها شهيد القدس الفيصل - رحمه الله - ونماها مطوراً باستراتيجيتها الحديثة فقيد الدبلوماسية العربية الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - والتزم بأصولها تنفيذياً والسير على نهجها الوزير الشاب سمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود. وقد أثبت وبجدارة الخبير بدهاليز السياسة العالمية في ترجمة شعار سلام القوة وبتوجيه القيادة العليا لتنفيذه على أرض الواقع بحملة دبلوماسية منظمة بتبني المملكة العربية السعودية لمشروع إقليمي يعتمد على السلام من أجل التنمية إقليمياً ودولياً مع سيادة واستقلال القرار السياسي السعودي، مما نال إعجاب الصديق وذهول العدو.
كل هذه المكاسب السياسية والاقتصادية جاءت ثمرة موروثة للجهود المتراكمة تطويرياً منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - غفر الله له وأسكنه الله جنات النعيم - وكذلك في عهد أبنائه الأشاوس الملوك سعود والفيصل وخالد والفهد وعبدالله - رحمهم الله جميعاً - حتى بلغنا عهدكم المبارك المميز برمز العدالة والفخر مجمع شيم العرب وشجاعة وحكمة نسبكم الأصيل، مميزاً هذا العهد باعتلاء بلادنا الغالية مركز المبادرة في الدفاع عن الحق العربي، ومحاربة الإرهاب العالمي بكل جرأة وشجاعة وإقدام وبالرأي السديد منفذاً بطموحات الشباب من قيادتنا الشابة المخلصة المتمثلة بالشخصية الشجاعة المميزة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله الركن القوي لعهدكم الزاهر، والذي برهنت الأحداث المتسارعة التي تعيشها منطقتنا الإقليمية شجاعته وكفاءته العالية ونجاح خططه المستقبلية ومدى إخلاصه للدين والملك والوطن، والرغبة الصادقة لخدمة شعبنا الوفي العربي السعودي وأمتنا العربية والإسلامية.
إنها دعوة صادقة لكل الزملاء الإعلاميين والمفكرين في خليجنا العربي لتوحيد منظورهم وآرائهم السياسية والفكرية نحو هدف واحد يخدم الأمن القومي والمصلحة العليا لشعبنا الخليجي العربي وأمتنا العربية والإسلامية في هذا الظرف الصعب المتسارع بأحداثه، والذي يستوجب أن نوحد صفنا ونكتب بقلم واحد، لدحر أكاذيب وافتراءات أعداء أمتنا والطامعين بجغرافيتنا وسيادة أوطاننا.
شكراً لمقامكم السامي يا مليكنا الحبيب سلمان العروبة والسلام لما قدمته لشعبك وأمتك وكل فرد ومقيم بهذه المملكة الغالية يبادلك الحب والوفاء مع الدعوات الصادقة بأن يمن الله تعالى على مقامكم السامي بالصحة والقوة والتوفيق من عنده.. وفي وحدة وطنية صلبة امتناناً وعرفاناً للمكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها في عهدك المبارك، مسيرة خير وعطاء تتجدد بقوة وتطور دائمين من أجل رفاه وازدهار الوطن الحبيب المملكة العربية السعودية.