وفاء سعيد الأحمري
في يومنا الوطني الواحد والتسعين نحن نقول بصوت متَّحد قادةً وشعبًا محبًا لهذه الأرض: نحن لدينا نوايا، وأخالف بذلك المقولة المشهورة لمارثن لوثر كينغ عندما قال (أنا لدي حلم) في خطابة السياسي المشهور عام 1963م. لأن الحلم وحده لا يكفي ولا يخدم أصحاب الفكر المستنير أمثال قادتنا وحكومتنا. يقودنا ذلك إلى فلسفة الفرق بين الحلم والرغبة والنية. فالحلم هو بداية ظهور الفكرة وقد لا تتحقق وفيها نوع من الشك بعدم تحققها. يليها الرغبة وهي تمحور الفكرة ونضوجها نوعًا ما وليس بالضرورة تجليها, في هذه المرحلة قد يملك الشخص الأدوات لهذه الرغبة. وهناك النوايا وهي الأقوى لأنها مرحلة السعي مع العزم وفيها وفيها تكون الأدوات جاهزة ومفعلة، ومع وجود الرؤية والأهداف تتجلى النوايا بيسر. فصل في هذه الفلسفة المفكر المبدع الروسي فاديم زيلاند في كتابة ترانتسفيرج الواقع -(فصل النوايا)- حيث ذكر أن مرحلة النوايا هي الأهم وفيها تتجلى الرؤية والأهداف وتصبح واقعًا مرئيًا كما هو واقعنا الآن في يومنا الوطني الواحد والتسعين.
ونحن اليوم نقول لمارثن الناشط الأمريكي إن عبارة (أنا لدي حلم) التي استشهد بها الآلاف تعبيرًا عن مستقبلهم وأمنياتهم، أن هذه العبارة -عذرًا- لم تعد تخدم تطلعاتنا ولا حماسنا. فنحن شعب طموح ونحظى بقيادة داعمة مفكرة تنوي وتشجع وتعمل وتسعى. والأحلام من عالم الأوهام ونحن نؤمن بالنوايا والعمل. فقد قال نبي الأمة- صلوات الله وسلامة عليه -قبل فاديم زيلاند الروسي وفلسفته في النوايا، (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى). ولقد انعكست نيتنا في شعارنا لليوم الوطني الواحد والتسعين. الذي ظهرت فيه رؤية السلام والتسامح في الأخضر والتفاؤل والحماس في الأصفر ودرجاته, وروح الإبداع في الأزرق النيلي، وقوة الإرادة والإدارة مع تداخل اللون البرتقالي.
عودتنا سعوديتنا وعلمتنا على العزم والتخطيط والعمل وتجلت رؤيتنا 2030 في محاور عدة، منها على سبيل المثال: بند المجتمع الحيوي الذي يهدف إلى رفع مستوى جودة الحياة في بيئة صحية مناسبة، فهناك تحسن في سرعة الاستجابة للحالات الصحية الطارئة خلال 4 ساعات بنسبة تتجاوز 87 %، مقارنة بـ36 % قبل الرؤية، وانخفاض معدل وفيات حوادث الطرق سنوياً إلى 13.5 وفاة لكل 100 ألف نسمة بعد أن كانت 28.8، وارتفاع نسبة الممارسين للرياضة لتصل إلى 19 % في عام 2020م مقارنة بـ13 % قبل إطلاق الرؤية. بالإضافة إلى ذلك هناك اهتمام ملحوظ بالمواقع الأثرية والتراثية من حيث تعزيز وتوثيق الهوية السعودية الثقافية في منظمات عالمية مثل الينوسكو. فلقد أصبح عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجل لدى اليونسكو 8 عناصر، بعد أن كان عددها 3 عناصر فقط قبل إطلاق الرؤية. وصل عدد مواقع التراث العمراني المسجلة في سجل التراث الثقافي الوطني إلى 1.000 موقع في عام 2020م ، وذلك مقارنة بـ400 موقع فقط في عام 2016م. وعلى مستوى الرياضة والترفية فهناك جهود ملموسة في هذا الجانب من خلال استقطاب وتنظيم عدد من المناسبات والفعاليات الرياضية والفنية العالمية الشهيرة التي شهدت نجاحًا باهرًا ومردودًا اقتصاديًا وتوظيف العديد من الأيدي العاملة.
ذكرت أعلاه أمثلة بسيطة في محور واحد من محاور رؤية 2030 ولا يسع في مقالة ذكر باقي التطورات لكن على مستوى كل البنود نحن في تقدم متسارع ملحوظ وملموس يدعو للفخر والابتهاج. وهذا يجعلنا نمتن ونحمد الله على نعمة المملكة العربية السعودية. وفي يومنا الوطني الواحد والتسعين نقول بصوت واحد، نحن ننوي ونعمل بحزم وعزم ونوايانا تتجلى بسهولة ويسر بفضل من الله وكرمه ثم بفضل قادة هذه البلاد الطيبة المباركة.