سهوب بغدادي
«يوجد في المملكة العربية السعودية حوالي 30 جامعة حكومية، و12 جامعة أهلية وخاصة، بإجمالي 42 جامعة، بالإضافة إلى ما يقارب 13 كلية حكومية وخاصة وأهلية، و7 كليات عسكرية». بحسب الأعداد الآنف ذكرها نستنتج أن المملكة أعطت للجانب التعليمي حيزاً جيداً في خططها، فضلاً عن برامج الابتعاث الخارجية التي بدأت ببعثات خادم الحرمين وتم تقنينها مؤخراً بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل في المملكة. فيما نشهد تغيرات سريعة الوتيرة في المجتمع السعودي وفي العالم أجمع خاصة مع تخييم الجائحة الصحية على العالم وظهور تداعياتها التي نتج عنها مجالات وحلول لأعمال مبتكرة وغير تقليدية، إذ لم نكن نتصور أن الموظف أو الطالب قد يمضي يوماً كاملاً في فضاءات الانترنت ويتسم بأعلى مقاييس الإنتاجية في ذات الوقت. في الوقت الذي اتجه فيه العديد من الشباب والشابات للأعمال الحرة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في أنشطة مختلفة، فحمداً لله على ما مضى، ونأمل من الله جل في علاه أن يكون القادم أجمل وأكمل بانجلاء الوباء -بإذن الله القدير-، في هذا الصدد، وعلى الرغم من اتجاه الجيل الجديد للتجارة والاعمال الحرة مما يجعل البعض يعزف عن الدراسة الجامعية، يظل التعليم معيار ارتقاء الفكر وبالتالي الأمم، من خلال مؤشرات القياس وعدد الأبحاث والاختراعات الناتجة عن دولة ما. فمن الأجدر أن نجعل التقدم الفكري على الصعيد الشخصي الهاجس الأكبر وليس التحصيل المادي على أكبر قدر من المال والمادة، ففي حين كان المعيار الفكري يشكل القيمة العليا فستأتي القيم الأخرى تباعاً بما فيها المادة. لذا يعد تمكين اليافعين من الدراسة الجامعية أو التدريب المهني بما يتوافق مع أحلامهم المبتكرة أمراً لابد منه، من خلال إلقاء الضوء على مواطن مختلفة وجعلهم يختبرون أكبر قدر من المواقف والمجالات والتهيئة للمستقبل وليس لسوق العمل فقط، فالشخص يجب أن يكون مؤهلاً ذاتياً لحل المشكلات باختلاف أُطرها وتفرعاتها وتداعياتها، إنه تأهيل كفاءة وليس أكبر أعداد من الأيدي العاملة. إلا أنه في زيادة عدد المؤسسات التعليمية والحاضنة للكفاءات والتأهيلية أثر إيجابي يرجع على الفرد والمجتمع، خاصةً مع ظهور أنظمة الدراسة بمقابل مادي، فما المانع من زيادة الطاقة الاستيعابية للبرامج الدراسية في التعليم العالي والتدريب التقني والمهني؟ فالبعض يرغب بالالتحاق بمقاعد الدراسة ولكن لم يحالفه الحظ في مضمار الدجات التحصيلية، وغيرها من المتطلبات التي تشكل عثرة منفرة من العملية الدراسية ككل.
إن التعليم من الأساسيات ويجب ألا يصبح أمراً ثانوياً أو من مظاهر الرفاهية، أو عبئاً تباعاً، لذا أدعو الكيانات الفعالة أن تمكن المواطن من التعليم والمعرفة والفكر اللازم لرفعة الوطن. #بعلمنا_يكبر_حلمنا